الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى العالم، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، هي رسالة موجهة لنا جميعًا قبل أن تكون موجهة إلى العالم الخارجي، إذ يحثّنا فيها سموه على التمسك بقيم التعايش والتسامح وقبول الآخر والمساواة.

لقد أنعم ألله على سموه بالحكمة البالغة والرؤية الثاقبة، ومعروف عن سموه دقته المتناهية في اختيار الكلمات، وحين يقول سموه “إن اهتمامنا بتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة يشمل دعم وغرس ثقافة حقوق الإنسان تعليمياً وإعلاميا” يحدد لنا سموه مسار العمل الوطني الذي يجب أن ننطلق نحوه بكل عزم وقوة وصولاً لتحقيق هذا الرسالة النبيلة.

سموه يؤكد لنا في رسالته أن القيم التي شكلت ثوابت للمجتمع البحريني على مر العصور، وجعلت من البحرين وطناً للجميع، وقدمت للعالم أنموذجاً في تكريس حقوق الإنسان والقدرة على بناء بيئة للتعايش بوئام ومحبة بين الجميع مواطنين ومقيمين، ينبغي دعمها وترسيخها عبر غرس ثقافة حقوق الإنسان في وجدان أبناء الوطن عن طريق المناهج التعليمية ومن خلال الإعلام الوطني المسؤول.

وهكذا فإن مشروع “المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان”، الذي أطلقته البحرين بالتعاون مع برامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة اليونسكو، جاء ترجمة لتوجيهات سمو رئيس الوزراء لغرس وترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار لدى الطلبة، وانعكاسها على سلوكياتهم في الفضاء المدرسي بحيث تنمي لديهم ثقافة تقبل الرأي والرأي الآخر. 

رسالة سموه بشأن دعم وغرس ثقافة حقوق الإنسان تعليميًا تشكل دافعًا قويًا وحافزًا كبيرًا لوزارة التربية والتعليم يشجعها على المضي قدمًا للتوسع في تطبيق هذا المشروع الرائد لحث الطلبة في مملكة البحرين على التلاحم ونبذ الكراهية والتطرف.

وفي الوقت ذاته تحمل رسالة سموه توجيهاً مباشرًا لجميع العاملين في الحقل الإعلامي يحدوهم إلى تأدية واجبهم تجاه وطنهم بكل تفان وإخلاص انطلاقا من رؤية سموه لأبعاد التنمية الشاملة في البحرين. 

هذا الواجب الوطني يحتم على رجال الصحافة والإعلام الالتزام الكامل بتنفيذ توجيه سموه، والعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان لتجسيد وحدة النسيج المجتمعي بكل مكوناته، من أجل بناء مستقبل أفضل لجميع أبناء الوطن، ولكي تبقى البحرين آمنة ومستقرة.