* صدارة مستحقة

لا أذكر شخصيًّا آخر مرة كان فيها فريق ليفربول متصدرًا للدوري الإنجليزي بعد انتهاء العديد من الجولات، لكن بدون شك كان هذا منذ زمن طويل، ها هو المدرب الألماني القدير يورغن كلوب يقود الريدز لاعتلاء صدارة ترتيب البريميرليغ بكل جدارة واستحقاق، ومؤكدًا نوايا فريقه هذا الموسم في المنافسة وبقوة على تحقيق لقب الدوري للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين!!.

في الحقيقة، أرى أن ليفربول هو أكثر فريق في الدوري الانجليزي يقدم الكرة الجميلة ويفوز بإقناع من بين سائر الفرق الأخرى ولا سيما الكبيرة منها، ويتضح ذلك من خلال نسبة الأهداف الكثيرة التي يسجلها الفريق وخصوصًا في المباريات الأخيرة، فمن انتصار على هال سيتي بخماسية الى فوز عريض على واتفورد بسداسية، ومما لا شك فيه أن كل هذا لم يأت من فراغ بل إنه في حقيقة الأمر نابع من نتاج عمل كبير يقوم به المدرب كلوب مع الفريق، من خلال قراءته الممتازة لنقاط ضعف الخصوم ومعرفة مكامن قوة لاعبيه.

بيد أن على كلوب أن يوجِد التوازن أكثر في الفريق إذا ما أراد المنافسة فعليًّا في الوصول للأمتار الأخيرة من عمر الدوري، فمن غير المعقول أن ليفربول يبقى عاجزًا عن الخروج بشباك نظيفة “clean sheet” في كل المباريات التي خاضها الفريق باستثناء لقاء مانشستر يونايتد الذي كان فقيرًا من الناحية الفنية، فالفريق الذي يريد الذهاب بعيدًا في أي بطولة والمنافسة على الألقاب لابد أن يلعب بتوازن بين الهجوم والدفاع وأن لا يكون هناك تباين واضح في قوة الخطوط، فهجوم الريدز قادر على اختراق أي دفاع في الدوري مهما كان متماسكًا، في الوقت الذي يبقى دفاعه عاجزًا عن الصمود أمام أي هجوم حتى وإن كان متواضعًا!!.

أيضًا يجب أن لا ننسى العمل الكبير الذي يقوم به المدرب الايطالي انطونيو كونتي هو الآخر مع تشيلسي، إذ استطاع مدرب ايطاليا السابق من تغيير شكل الفريق جذريًّا عما كان عليه في عهد مورينيو رغم الوقت القصير الذي استغرقه في ادارة الفريق، فالبلوز أصبحوا يلعبون بشخصية كبيرة جدًّا، ويمتلكون قوة هجومية ضاربة وقوة دفاعية صلبة وغير قابلة للاختراق!!.

* نقطة الضعف

برشلونة لا يقدم حتى الآن نفس المستويات السابقة المعهودة عنه، ولعلّ السبب في ذلك يكمن في بروز نقطة الضعف الذي يعاني منها الفريق هذا الموسم أكثر من المواسم السابقة، وأعني تحديدًا هشاشة الخط الدفاعي للفريق والتي سببت (هشاشته) في استقبال شباكه للعديد من الأهداف وبسهولة تامة في كل المباريات تقريبًا التي خاضها البلوغرانا محليًّا وأوروبيا.

بحسب وجهة نظري المتواضعة جدًّا، أرى أن نقطة الضعف الدفاعي لا يتحملها لاعبو الدفاع لوحدهم، بل إن المدرب انريكي يتحمل مسؤولية تواضع هذا الخط بسبب عدم قدرته على ضبط التنظيم الدفاعي للفريق والذي يبدأ في الأساس من خط الوسط الدفاعي، فإصرار انريكي على الزج باللاعب بوسكيتس وهو الذي يقدم أسوأ مستوياته على الإطلاق وعدم قدرته على تعويض غياب انيستا عن خط الوسط، هي أسباب كافية لأن يظهر الخط الدفاعي للفريق بهذه الهشاشة، فالخط الدفاعي تقاس قوته بقوة من يلعب أمامه وليس العكس!!.

وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه دون أن يحرك انريكي ساكنًا، فقد تكون فرص برشلونة قليلة نسبيًّا في إمكانية إحراز الألقاب المحلية والأوروبية، فطالما كان برشلونة عاجزًا في المحافظة على الشباك أمام الفرق المغمورة والمتواضعة فكيف سيكون حاله إذن إذا ما واجه فريقًا هجوميا ويمتلك المقومات اللازمة للهجوم، بلا شك سيعاني أيما معاناة، كما عانى أمام مانشستر سيتي صاحب المقومات الهجومية الفذة في دوري الأبطال!!.

* تخبط اليغري

من غير المعقول أن يظل مدرب يوفنتوس ماسيمليانو اليغري عاجزًا حتى الآن في إيجاد الطريقة الملائمة والمناسبة للعب الفريق رغم توافر العديد من الأسماء البارزة في قائمة الفريق وكأنه لا يزال يلعب في بدايات الموسم، فمع كل مباراة هناك خطة جديدة وتشكيلة جديدة، ولم يلعب قط بنفس التشكيلة والخطة لمباراتين متتاليتين على الاقل!!.

لعلّ ما يخفف الضغوطات والانتقادات عن اليغري هي نتائج الفريق فقط وإلا لشنت حملة قاسية على اليغري نظير مع ما يقدمه مع سيد الكرة الايطالية، فاليوفي أصبح يحقق النتائج الايجابية فقط دون إقناع ودون تقديم المستويات الفنية المرضية، وهذا لا يتناسب مع طموح الفريق في التتويج بالألقاب ولا سيما الخارجية منها!!.

صحيح أن اليغري لديه بعض العذر في هذه التخبطات الفنية بسبب تواضع لاعبي الوسط تحديدًا مما يجبره على التغيير الدائم في هذا الخط تحديدًا دون سواه، لكن هذا لا يعطيه العذر في استمرار التخبط وعجزة في الوصول للتوليفة المناسبة.

إدارة النادي باتت مقتنعة أكثر أن الخلل ليس في اليغري وحده بقدر الخلل في نوعية وجودة لاعبي الوسط، وبالتالي من المتوقع أن يدخل يوفنتوس الانتقالات الشتوية القادمة بكل قوة لجلب أكثر من لاعب في الوسط!!.