العدد 2927
الأربعاء 19 أكتوبر 2016
banner
هموم أطباء “السلمانية”
الأربعاء 19 أكتوبر 2016

لا يخفى على أحد، ضغط العمل الذي يعاني منه أطباء السلمانية في جميع الأقسام، وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على أداء الطبيب وجودة الخدمة الصحية التي يتلقاها المريض.
ولكن مؤخراً وصل الأمر إلى حد آخر، حيث استقال 25 طبيباً واستشارياً من قسم الطوارئ منذ بداية العام الحالي وتحول آخرون إلى أقسام أخرى، نظراً للضغط الكبير أثناء نوبات العمل، وعدم وجود أية ميزات إضافية، في حين يحصل طبيب الطوارئ في جميع بلدان العالم أجراً أعلى وميزات أكثر من نظرائه، والمؤسف أن أوضاعهم في السلمانية تسير بشكل عكسي تماماً، وحتى بدل «الكولات» لا يشملهم، ويمنحون «علاوة» أقل من بدل «الكولات»، وسيزداد الأمر سوءًا بعد ترقية ثمانية أطباء أخصائيين بالطوارئ كما هو مقرر خلال العام المقبل إلى رتبة استشاريين، وهذا يعني ساعات عمل أقل وتفاقم المشكلة بشكل أكبر.
ما أكده أطباء “الطوارئ” أن نسبة وقوع الأخطاء الطبية عالية جداً، حيث يعاين الطبيب الواحد عشرات الحالات في الوقت نفسه، ومنهم من يعمل 12 ساعة يومياً مما يؤثر على تركيزه، ولكم أن تتخيلوا وضع المريض وحالته النفسية ناهيك عن وضعه الصحي الذي أوصله لقسم الطوارئ، وما قد يتعرض له من مضاعفات خطيرة بسبب هذا الوضع.
كما هاتفني أحد أطباء قسم التخدير في “السلمانية”، مشيراً الى استقالة أربعة أطباء من القسم، وذلك بسبب تقليص ساعات العمل الاضافي إلى “100” ساعة فقط، رغم أنهم يعملون ساعات طويلة تصل أحيانا الى 180 ساعة لتغطية النقص. قرار تقليص العمل الإضافي شمل جميع الأقسام بشكل غير مدروس ويضر بوضع الطبيب مهنياً ونفسياً حيث يضطر للعمل ساعات إضافية دون مقابل. وإلى الآن لا يوجد أي تعميم من إدارة المستشفى بشأن حصولهم على مستحقاتهم وهذا الوضع غير مطمئن.
وأكد لي “المصدر” أنه لم يستلم مستحقاته منذ شهر أبريل الماضي، والجميع يبحث عن فرص عمل. السؤال المطروح: هل الإدارة العليا بـ “السلمانية” أخذت المسألة على محمل الجد؟ هل وضعت حلولا آنية لمعالجة الموقف وإنقاذ أرواح المرضى؟ هل لديها خطة قريبة لتحسين أوضاع الأطباء؟ ماذا لو استمر الحال كما هو عليه الآن؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .