العدد 2920
الأربعاء 12 أكتوبر 2016
banner
رؤية الأمير خليفة لآسيا قوية
الأربعاء 12 أكتوبر 2016

لم تكن مشاركة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في أعمال القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي ممثلاً عن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مجرد مشاركة رسمية تقليدية، بل كانت بداية لمرحلة جديدة من التعاون البناء مع دول آسيا، مرحلة رسم سموه خريطتها بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة.
مترئسًا وفد مملكة البحرين في القمة، وجه سموه من بانكوك رسالة واضحة إلى دول الخليج كافة، وإلى المسؤولين ورجال الأعمال والإعلاميين في البحرين مفادها: “علينا أن نعمل على مد مزيد من جسور التعاون مع دول آسيا”، وهي رسالة نابعة من حنكة سياسية كبيرة لقائد ملهم ومدرك لحجم التحديات الجسام التي تواجهها المنطقة، والضغوط المتزايدة التي لا يمكن التغلب عليها إلا عبر تعزيز الترابط بين الدول الآسيوية.
وبينما نشرع في بناء مزيد من جسور التعاون مع دول آسيا، قد نواجه صعوبات وتعترض طريقنا عقبات تعطل مسيرة العمل، لكن علينا أن نطمئن لأن لدينا قائدًا متفانيًا في عمله لن يتوانى عن تذليل العقبات أيًا كان نوعها أو حجمها، وهذا ما اتضح جليًا من خلال المبادرة المهمة التي أعاد بها التقارب بين السعودية وتايلند.
فعندما استشعر سموه بأن فتور العلاقات بينهما يمكن أن يشكل عائقًا أمام التقارب الخليجي الآسيوي، نظرًا لثقل تايلند في رابطة دول الآسيان، أقدم سموه على هذه المبادرة التي نجحت في الاتفاق على الانطلاق بمرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين تمهد الطريق أمام آسيا قوية.
في هذه المشاركة الناجحة وجّهنا سموه بأن التعاون الخليجي الآسيوي مطلوب في هذه المرحلة التاريخية المهمة، وبيّن لنا ما تتمتع به دول آسيا من مقومات وموارد كبيرة تجعل منها لاعبًا محوريًا على الساحة الدولية، ودعانا إلى التعاون لضمان أمن واستقرار المنطقة في مواجهة قوانين مثل “جاستا” من شأنها أن تخل بسيادة وحصانة الدول.
سمو رئيس الوزراء يمارس كعهده دائمًا دوره القيادي الفذ على أكمل وجه، ومن خلال هذه الرسالة الواضحة والعميقة في الوقت ذاته، يحدد لنا سموه الأهداف السامية ويرسم لنا المسار ويضيء لنا الطريق حتى نتمكن من بلوغ هذه الأهداف، ويبقى علينا جميعًا أن نتحمل مسؤولياتنا وأن نعمل بأقصى ما لدينا من جهد لتحقيقها.

البلاد

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية