العدد 2913
الأربعاء 05 أكتوبر 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
أوروبا تحت المجهر
الأربعاء 05 أكتوبر 2016

 * ظروف معاكسة
الظروف التي يمر بها الغريمان التقليديان ريال مدريد وبرشلونة تكاد تكون متشابهه لحدٍّ كبير، وعرّضتهما لنتائج لم تكن منتظرة في حساباتهما نحو صراع التنافس حول لقب الليغا الاسبانية، فتعادل الريال أمام واحد من أضعف المنافسين إيبار، وتجرّع برشلونة كأس الهزيمة على يد سيلتا فيغو في مشهد لم يكن غريبًا على عشاق ممثل الكتلان الذين اعتادوا الانحناء أمام هذا الفريق الأزرق!!.
لعل أسباب هذه الإخفاقات كثيرة جدًّا، ومن الصعب إحصاؤها في هذه المساحة الضيقة، بيد أن كلاً من ريال مدريد وبرشلونة يعانيان في هذه الفترة من غياب بعض الأسماء المؤثرة بداعي الإصابة والتي لعبت دورًا كبيرًا في اختلال التوازن في الفريقين، فالبلوغرانا منذ أن ابتعد عنه ملهمه الأول ميسي لم يجد نفسه بسهولة، وحتى الانتصارات التي حققها في غيابه حققها بعناء كبير وكان آخرها الفوز القيسري على مونشغلادباخ الألماني في دوري الأبطال، وهذا ما يؤكد جليًّا أن كل الأقاويل التي تدّعي بعدم تأثير غياب ميسي الكبير عن برشلونة حاليًّا، وذلك لوجود سواريز ونيمار ستضرب بعرض الحائط لا محال.. فميسي هو سيد الحلول في المنظومة الكاتلونية وإن غاب عنها ضاعت هويتها!!.
أما ريال مدريد فقد ساهم غياب كلاً من كاسميرو وموديرتش في اختلال توازن الفريق كثيرًا، ولم تكن للفريق الملكي شخصية واضحة في الشقين الهجومي والدفاعي، وهذا ما يعطي المدرب زيدان بعض العذر مع مسلسل نتائج الفريق المخيبة منذ غيابهما، وذلك لقيمتهما الكبيرة في تقوية وتماسك خطوط الفريق من خلال قوتهما في قطع الكرات وتمرير الكرات الصحيحة.
بينما تبقى المعضلة الكبرى في تراجع مستوى الغريمين هذا الموسم، في تراجع مستوى بعض اللاعبين المهمين الذين يبني عليهم الفريقان الكثير من الآمال، فكريستيانو رونالدو الريال يمر بأسوأ فتراته على الاطلاق منذ أن ارتدى الشعار الملكي في 2009 وأصبح يقدّم الكثير من المستويات الباهتة التي عرضته لحملة انتقادات شرسة قد تؤثر على مردوده أكثر في الأيام المقبلة، ناهيك عن استمرار تراجع أداء المهاجم  بنزيمه بشكل لافت،
في الوقت الذي تأثر برشلونة كثيرًا من تراجع مستوى بوسكيتس المخيف، وهو الذي يعتبر واحدًا من أهم لاعبي الفريق والذي يصعب تعويضه بسهولة، كذلك يظهر المهاجم الفذ سواريز حتى الآن بمستوى أقل عما كان عليه في الموسمين الماضيين.
قد التمس بعض العذر لزيدان بالظروف التي يمر بها فريقه من إصابات وعدم وجود البدلاء بنفس الكفاءة ومن تراجع مستوى بعض لاعبيه، بيد أن انريكي يتحمل وحده مسؤولية خسارة فيغو الأخيرة، بسبب سوء اختياراته للتشكيلة التي بدأت اللقاء، فإشراك المدافع ماثيو سبّب كثيرًا في إظهار الخط الدفاعي بهذه الهشاشة، ولا أجد أي تفسير لإبقاء انيستا على دكة البدلاء!!. عمومًا، ما يمر به برشلونة والريال أمر لا يبدو مستغربًا كثيرًا، فالفرق الكبيرة تتعرض أحيانًا لمثل هذه الظروف المعاكسة، بيد أن في الاخير كلاهما سيتجاوزانها بنجاح وسيعودان لمستواهما المعتاد رغم أن الشك يراودني قليلاً في ذلك فيما يتعلق بريال مدريد بقيادة زيدان تحديدًا!!.
* السقوط الأول
نجح مدرب توتنهام الارجنتيني بوكتينو في إخضاع مدرب السيتي غارديولا لخسارته الاولى هذا الموسم على صعيد كل المسابقات عندما لقنه درسًا في فنون اللعبة وفَرَضَ أسلوبه عليه بكل اقتدار.
يبدو أن غارديولا كان متخوفًا كثيرًا من توتنهام، وكان من الواضح معرفة نواياه من هذه المباراة من خلال التشكيل الذي بدأ به اللقاء، فغارديولا ذهب لملعب الوايت هارت لين من أجل التعادل وتجنب الخسارة أكثر من التفكير بالفوز، فالتشكيلة التي بدأت اللقاء سادتها الصبغة الدفاعية أكثر بتواجد فيرناندو وفيرناندينو في خط الوسط تحديدًا، أي أن غارديولا كان يبحث أكثر عن التأمين الدفاعي على حساب اللعب الهجومي.
وفي الحقيقة، أعجبني كثيرًا المدرب الارجنتيني بوكتينو في قراءته الجيدة لنقاط قوة وضعف مانشستر سيتي، حيث ساعده ذلك على تسيير المباراة بالطريقة التي أرادها وبنجاح. في المقابل، يبدو أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لن يرتاح من الانتقادات المسلطة عليه وعلى فريقه بعد إخفاقه في الفوز على صاحب المركز الأخير ستوك سيتي.. وأعتقد بأن هذا الموسم سيكون صعبًا جدًّا على “النورمال وان” وقد يكون أصعب من الموسم الماضي عندما تمت إقالته من تشيلسي!!.
* حسم مبكر
رغم أن الوقت مازال مبكرًا جدًّا، إلا أن يوفنتوس لن يكون في طريقه لحسم لقب الدوري الايطالي للمرة السادسة على التوالي فحسب، بل أعتقد إنه سيتمكن من حسم اللقب قبل جولات كثيرة من الختام إذا ما استمرت المنافسة على هذه الحال!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .