لم يكن من المستغرب عندي أن يجري زميلي الصحافي المتميز حسن علي مقابلة حصرية، مع البطلة فاطمة عبدالرزاق صفر التي أحرزت للبحرين ميدالية ذهبية في دفع الجلة بدورة الألعاب البارالمبية التي اختتمت بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية مؤخراً. كان المستغرب عندي بالفعل هو أن تكون هذه البطلة بلا مأوى!
ما كشفه لقاء الزميل حسن علي مع البطلة البحرينية يُعتبر واحدة من القصص الإنسانية التي تستحق أن ينظر لها المسؤولون بعين الاعتبار، ليس لأننا نتحدث عن بطلة أصيلة شرفت بلادها في محفل عالمي كبير، وإنما لكونها مواطنة تحتاج إلى رعاية واهتمام، فهي في الأساس تندرج إلى فئة اختبر الله إيمانها في هذه الحياة بأن يجعلها مبتلاة بإعاقة حركية تحتاج إلى رعاية خاصة.
والأكثر من ذلك أن تكون هذه المواطنة تجسد قصة كفاح ومثالاً يحتذى به لبقية المواطنين الأصحاء، ممن حباهم الله العافية. لذلك أرى أن من الواجب علينا الوقوف مع فاطمة وتشجيعها ومساعدتهما بالحد الممكن، تقديراً لدورها الإيجابي في ترسيخ مفاهيم الكفاح والنضال البشري لصناعة مجداً وفخراً يعتز به الانسان الحي.
ما يعزيني وأنا اشعر بالألم تجاه مواطنة بحرينية يتيمة ثقتي المُطلقة بالدور الإنساني الذي يضطلع به عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي لم يتأخر يوما عن رعاية الأرامل واليتامى، فالجانب الإنساني في حياة جلالته ناصع، وليس بحاجة إلى أي إثبات، ولدي ثقة مُطلقة أن صاحب القلب الكبير عندما يتبادر إلى علمه شيء من هذا القبيل فإنه سيستجيب كما عودنا دائما.
وما يضاعف ثقتي بحصول البطلة فاطمة صفر على الرعاية التي تستحقها بشكل عاجل، هو حرص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على توفير الحياة الكريمة لكل مواطن بحريني، ولعلنا هنا عاجزون عن ذكر مآثر سموه الكثيرة في هذا الجانب، لكننا ومن باب التذكير سنتحدث بشكل مقتضب عن استجابة سموه اللافتة لأهالي منطقة السنابس بعد أزمة المدرسة الابتدائية التي كانت على وشك الإغلاق وبالتالي نقل الطالبات إلى مدارس أخرى خارج القرية ما يشكل مشقة إضافية على الأهالي.
الموقف الرائع الذي جسده سمو الأمير خليفة بالاستجابة إلى أهالي قرية السنابس عزز الإنطباع لدى البحرينيين على أن ثمة من يتابع قضاياهم في هذه البلد ويستجيب إلى نداءاتهم بسرعة ودون أي تأجيل، بل وما يضاعف من حالة الاطمئنان لدى المواطنين أن سموه لا يكتفي بالتوجيهات وإنما بالترجل الميداني والالتقاء مع المواطنين بصفة شخصية لسماع مشاكلهم.
خلاصة القول، أنه في مملكة حمد بن عيسى، وفي ظل وجود حكومة يقودها خليفة بن سلمان، لن تكون فاطمة عبدالرزاق صفر دون مأوى. أثق فيما أقول وأعرف تماماً أنكم تثقون بذلك، وهذه الرسالة موجهة إلى فاطمة لتطمئن وتتأكد أن البحرين ستنصفها مثلما أنصفت هي البحرين.