العدد 2902
السبت 24 سبتمبر 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
خسائر الانقلابيين باليمن
السبت 24 سبتمبر 2016

والآن، وبعد مرور أشهر على الانقلاب الذي قادته إيران ضد الشعب اليمني، لابد لنا من تقييم الوضع ومعرفة الخسائر التي مني بها تحالف الخيانة والعمالة الحوثي والمخلوع. وهناك مستويات نستطيع أن نؤكد أن الانقلابيين تكبدوها حتى هذه اللحظة وهي كالتالي: أولا المستوى السياسي: بعد الانقلاب الذي قام به مرتزقة إيران، مع خائن العروبة والوحدة العربية المخلوع صالح، توقع هؤلاء أن تتحقق نبوءة الساسانيين بأن دول العالم ستعترف بهذا الانقلاب، وأن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة سترحب بهم كممثلين ومنقذين للشعب اليمني. وأن اليمن سيتم تقاسمه بين خائن العروبة المخلوع صالح وبين مرشد الثورة اليمنية العميل الحوثي. هكذا كانت أحلامهم، إلا أن الإرادة العربية والعنفوان والكبرياء العربي لم يكن ليرضى أن يتم بيع اليمن للساسانيين وأن يدنس ترابه من قبل حفنة من الخونة والعملاء. وتم تدشين عاصفة الحزم لتعصف ليس فقط بهؤلاء الخونة والعملاء، بل ايضا عصفت بالغدر والخيانة الغربية التي كانت تنتظر لكي تستتب الأمور لتعلن تأييدها هذا الانقلاب، بالرغم من نفاقها السياسي والتظاهر بتأييد السعودية وأمنها. والآن، وبعد عاصفة الحزم، لم تجرؤ أية دولة وأي نظام سياسي دولي على الاعتراف بهذا الانقلاب إلا الساسانيون في بغداد وبيروت ودمشق، وهؤلاء لا يشكلون أي ثقل سياسي، بل مجرد تعاطف طائفي يجعلهم مع الانقلابيين في براميل الخيانة.
ثانيا المستوى الاقتصادي: عندما قام الخونة والعملاء بانقلابهم، كانوا قد تستروا بثياب الثورة اليمنية التي ثارت ضد المخلوع صالح، ودخلوا صنعاء بحجة الإصلاح السياسي والاقتصادي. ولكن هيهات ان يكون الخائن رمزا للإصلاح والعدالة، وهاهو الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب اليمني بعد سنتين من الانقلاب واضح للعيان وشاهد على وضع مزر بقيادة هؤلاء الخونة والعملاء، فلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات طبية ولا تعليمية.
ثالثا المستوى الإعلامي: حينما بدأ الانقلاب، تسابق الحوثيون، أو لنقل أطفالهم، في أمر الظهور على شاشات الفضائيات العربية لتسويق الأكاذيب والخزعبلات، وتصوير انفسهم وكأنهم أبطال ثورة جاءت لتحقق العدل والمساواة والإصلاح. والملفت للنظر أنهم وخلال تسويقهم الإعلامي، كانوا يعيشون الدور بأنهم فعلا قادة ثوار وليسوا خونة وعملاء وأدوات بيد سيدهم كسرى طهران. واستمر الوضع هكذا حتى امتنعت الفضائيات العربية عن استضافتهم، حتى لا تساهم في دعم هذا الانقلاب تحت مسمى حرية الإعلام والموضوعية. والآن، اقتصر ظهور هؤلاء على قنوات إيران: العالم والمنار والميادين، وأصبح الإعلام الإيراني وحده الذي يوفر تسويقا إعلاميا لهؤلاء الاطفال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية