العدد 2897
الإثنين 19 سبتمبر 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عن مؤتمر الشيشان
الإثنين 19 سبتمبر 2016

خطأ عظيم وقع فيه كل من أقام وشارك بمؤتمر الشيشان الأخير، كونهم أقاموا مؤتمرا قسم المسلمين بدل أن يعمل على وحدتهم وجمعهم ويتسامى عن بعض الآراء والتنظيرات. فقد ركز هذا المؤتمر على المسلمين السنة فقط واستبعد جزءا مهما من النسيج العربي المسلم، أي الشيعة المؤمنون بمدرسة آل البيت عليهم السلام. وهذا خطأ عظيم لا يغتفر ارتكبه القائمون والمشاركون بالمؤتمر، من خلال تقسيم المسلمين إلى مذاهب وتغليب مذاهب على مذاهب أخرى، أو لنقل تصنيف المسلمين إلى أقسام، فرق ناجية، وفرق ليست ناجية، أي مدرستي الشيعة والسلف. فالأولى لم تتم دعوتها للمؤتمر، والثانية أخرجوها من دائرة أهل السنة والجماعة، وبالتالي فإن التعصب الأعمى للمذاهب المدعوة للمؤتمر، أحدث شرخا عميقا بمفهوم الوحدة الإسلامية التي حث الله عز وجل المسلمون على الاعتصام بها.
أيضا، ومنذ فجر الإسلام ومختلف فرق ومذاهب ومدارس المسلمين كانت تتبنى مفهوما غريبا، ومرتكزا لا يمت للإسلام والعقيدة الإسلامية بصلة. بل إنه مخالف أيضا لما أمرنا به الله عز وجل. وهذا المفهوم هو مفهوم الفرقة الناجية التي تتبناه كل الفرق والمدارس الإسلامية بلا استثناء. فتارة يتم التصريح به علانية، وتارة أخرى بشكل غير مباشر، إما عن طريق الغاء الآخر، كما فعل القائمون والمشاركون بالمؤتمر، أو عن طريق مهاجمة الآخر. ومفهوم الفرقة الناجية مخالف شرعا لما أمر به الله عباده حينما خاطبهم وأمرهم بكتابه العزيز (ولا تزكوا أنفسكم) لأن الله وحده هو من يزكي ويقرر من هي الفرقة الناجية يوم القيامة. وهؤلاء زكوا أنفسهم وأطلقوا عليها الفرقة الناجية واستبقوا أمر الله عز وجل.
خطأ آخر وقع فيه المؤتمرون بإخراجهم “الإخوان المسلمون” أيضا من دائرة أهل السنة والجماعة. فالإخوان حركة سياسية أو حزب سياسي لا علاقة له بالعقيدة الإسلامية فهو يتبنى الفكر السياسي ويندمج بالعملية السياسية وخبثها وكذبها، وإن كان يتغلف بغطاء إسلامي كطريقة لكسب الأصوات. كذلك لم تكن للإخوان مدرسة عقائدية لها تاريخ عقائدي لمئات القرون، كالمدرسة السلفية ومنظريها، وكل ما كتبه منظروا الإخوان كحسن البنا وقطب وآخرين كان يدور بفلك السياسة وليس العقيدة الإسلامية الخالصة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية