* قراءة سريعة
مما لاشك فيه أن النظام الجديد الذي اعتمده الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لقرعة دوري أبطال أوروبا سيلعب دوراً كبيراً في رفع مستوى وقوة البطولة، إذ ضمن عدم تواجه الفرق الكبيرة، والتي غالباً ما تكون مرشحة للتنافس على اللقب في الأدوار الأولية من البطولة؛ وذلك بسبب أن كلاً منها تصدر مجموعة وتجنب مواجهة فريق كبير آخر، وإذا ما تمكنت الفرق القوية من تصدر مجموعاتها، فإن البطولة ستكون على موعد مع عدة مواجهات نارية في دور الثمانية تحديداً في حال استكملت هذه الفرق القوية مشوارها لهذا الدور بنجاح، وهذا ما يطمح له تحديداً اليويفا، والذي يسعى جاهداً لتصحيح أخطاء بلاتيني السابقة وإعادة الإثارة المعهودة للبطولة بعد أن فقدت الكثير من بريقها!!.
وبلغة العقل والمنطق وبعيداً عن المفاجآت التي قد تبوح بها البطولة في دورها الأول، من المفترض أن يتصدر المجموعات كلاً من ريال مدريد، برشلونة، بايرن ميونيخ، يوفنتوس وباريس سان جيرمان دون الحاجة؛ لمعرفة مصير باقي الفرق المرشحة الأخرى، فلقب ذات الاذنين سينحصر في الأخير بين أحد هؤلاء ومن الصعب التنبؤ بغيرهم!!.
وإذا ما صدقت التوقعات وتمكنت هذه الفرق من تجاوز عقبة الدور الثاني بنجاح، فمن الممكن أن يترقب المتابعين العديد اللقاءات النارية المنتظرة، فمثلاً من الممكن أن يواجه ريال مدريد بايرن ميونيخ، ومن الممكن أن يصطدم برشلونة بيوفنتوس، وربما تسفر عن مباريات أخرى تكون بنفس الحدة والقوة، وهذا ما يطمح له تحديداً عشاق المستديرة بعد أن عجز بلاتيني من تحقيق ذلك لهم خلال السنوات الخمس التي مضت!!.
مباريات الدور الأول ستنطلق بدأً من منتصف الأسبوع القادم وكل الآمال بأن تكون بطولة الشامبينزليغ لهذا العام مختلفة عن بقية البطولات؛ حتى يستمتع المتابعون بالعديد من المواجهات المرتقبة التي تضفي الكثير من الإثارة والحماسة!!.
*النظام الجديد
ابتداءً من موسم 2018، ستعود بطولة دوري الأبطال كما عهدناها سابقاً قوية جداً ومثيرة منذ أدوارها الأولى، فالاتحاد الأوروبي سيعتمد في نظامه الجديد على ضمان مشاركة أربعة ممثلين من أقوى أربعة دوريات في أوروبا دون الحاجة للعب التصفيات المؤهلة للبطولة كما يعهده النظام الحالي، بمعنى أوضح، سيحق للدول الكبرى كروياً كإسبانيا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا أن تشارك بأربعة ممثلين لها في البطولة تلقائياً بعد انتهاء موسم 2017 على أن يتاهل الأربعة الأوائل من الدوريات فيها مباشرةً لدور المجموعات، وبالتالي تتقلص المقاعد التي كانت بحوزة بعض الدول المغمورة، والتي لم تعط الإضافة للبطولة اطلاقاً، كممثلي السويد والدنمارك والبقية.
الفائدة الكبرى التي ستعم على البطولة، إن جميع الفرق المغمورة التي تشارك في البطولة وتتلقى النتائج القاسية ولاسيما من الفرق الكبيرة لن تكون حاضرة في البطولة مجدداً؛ وذلك لإقتناع الاتحاد الأوروبي بعدم جدوى مشاركتها في البطولة بعد فشلها الذريع في إثبات قدراتها وأحقيتها بالمشاركة، وعلى إثر ذلك، فإن استمرار بقائها في البطولة قد يسهم في إضعافها من الناحية الفنية، وهي المعروفة بأنها البطولة الأقوى في العالم على مستوى الأندية!!.
علماً أن هذه الفرق المغمورة لم تكن لتحلم بالمشاركة في دوري الأبطال لولا الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الذي تعهد لهم بضمان مقاعد ثابتة في البطولة في حال قامت بالتصويت له للفوز بالمنصب الرئاسي للويفا آنذاك!!.
الخلاصة، قرعة الأبطال لموسم 2018 ستكون مختلفة بكل تفاصيلها، فمن الدور الأول ستكون اللقاءات ملتهبة ولن يكون هناك  متسع لسماع النتائج القاسية التي اعتدنا عليها في آخر السنوات!!.