+A
A-

طلاق بريطانيا من أوروبا فاجأ الجميع

بوسطن - رويترز: كانت توقعات الكل تقريبا خاطئة من المراهنين في لندن إلى مديري الاستثمارات في الولايات المتحدة.
فقد جاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي صدمة للخبراء والمستثمرين والساسة على حد سواء ليؤكد صعوبة التنبؤ بمثل هذه الأحداث النادرة.
وعلى موقع بريدكتت المتخصص في المراهنات على الأحداث السياسية على الإنترنت وتديره جامعة فيكتوريا في ولنجتون بنيوزيلندا مع شركاء في الولايات المتحدة كان المراهنون يقدرون احتمال فوز معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 16 % يوم الخميس عندما انتهت عملية الإدلاء بالأصوات في بريطانيا.
وخلال أربع ساعات فقط من بدء فرز الأصوات قفزت هذه النسبة إلى 90 %.
وقال خبراء في الاقتصاد واستطلاعات الرأي ومديرو صناديق استثمار إن هذا التحول الكبير كان مفاجأة مدوية لكثير من المستثمرين، وأبرز مدى ما يواجهونه من صعوبات في التحوط لمثل تلك الصدمات حتى بمساعدة أدوات مثل صناديق المؤشرات أو لوغاريتمات الكمبيوتر المصممة لرصد خلاصة آراء الناخبين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الاقتصادي في مايكروسوفت للأبحاث ديفيد روتشايلد إن التنبؤ بنتيجة استفتاء الخميس الماضي أصعب من التنبؤ بنتيجة انتخابات عامة بسبب عدم وجود أي بيانات تاريخية للاستفادة منها.
وأضاف أن خبراء استطلاعات الرأي لم يلتفتوا بما يكفي للطبقة العاملة وللناخبين الأقل حظا من التعليم.
فعلى سبيل المثال تعتبر مدينة سوندرلاند، حيث يوجد أكبر مصانع السيارات في بريطانيا مؤشرا للاتجاهات فيما بين الناخبين من العمال، وقد فاجأت الكل بشدة لتأييدها للخروج من الاتحاد الأوروبي، وعندما أعلنت نتيجة التصويت فيها في بداية إعلان النتائج في تلك الليلة انخفض الجنيه الإسترليني بشدة.
ولم يكن روتشايلد الذي توقع أن تختار بريطانيا البقاء في الاتحاد الذي انضمت إليه العام 1973 وحده فيما ذهب إليه من توقعات، بل كان معه كثيرون.
فقد قال مصدر مطلع على متابعة وكالات المخابرات الأميركية لحملة الدعاية للاستفتاء إن نتيجة الاستفتاء أربكت هذه الوكالات. وأضاف “كلنا في حيرة”.
وقال ديفيد جيليك، وهو كبير خبراء إإستراتيجيات الاستثمار لدى جيتواي انفستمنت للاستشارات إن ارتفاعا حدث بحلول منتصف الأسبوع في الطلب على خيارات البيع لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، فيما أشار إلى تزايد عدد المستثمرين المراهنين على انخفاض في الأسواق أو للتحوط من مثل هذا السيناريو.
ومع ذلك، ففي حين ظلت استطلاعات الرأي تتأرجح صعودا وهبوطا، وتشير إلى تقارب النتيجة كانت آراء المراهنين تميل باستمرار لصالح معسكر البقاء.
ولأن مكاتب المراهنات كانت أفضل أداء من مؤسسات استطلاع الرأي في التنبؤ بنتائج الانتخابات العامة الأخيرة وبنتيجة الاستفتاء على استقلال اسكتلندا جاء انتصار معسكر الخروج من الاتحاد بنسبة 52 إلى 48 % بمثابة صدمة.
وشهدت أسواق الأسهم العالمية والجنيه الإسترليني هبوطا شديدا يوم الجمعة بعد ليلة صعبة.
وقال المتحدث باسم شركة لادبروكس للمراهنات ديفيد وليامز “لم يحدث من قبل قط في تاريخنا الممتد 130 عاما أن شهدنا ليلة حدث فيها مثل هذا التطور الكبير في المراهنات”.
وقالت بورصة بتفير للمراهنات إن التوقعات كانت تشير إلى أن احتمالات البقاء تبلغ 94 % حتى إغلاق مراكز التصويت، لكن هذا تغير تغيرا جذريا في الساعات الأولى من صباح الجمعة عندما بدأت النتائج الأولية تتواتر”.