+A
A-

الانتقام منطق خفافيش طهران - مقال-


المشاهد الدموية والمفجعة التي تتكرر بصور مأساوية وكارثية في سوريا والعراق واليمن بالقدر الذي باتت تهدد فيه الدول الأخرى في المنطقة، ذلك أن هذه المشاهد التي تنعدم فيها أبسط المعاني والقيم الإنسانية، يشارك ويساهم في صياغتها وصنعها المتطرفون الإسلاميون الذين هم مشحونون بفكر ظلامي إجرامي إقصائي معاد للإنسانية والتسامح والتعايش السلمي بين المكونات المختلفة للشعوب.
موجات القتل والاغتيالات والمجازر والإبادات الإنسانية بسبب عوامل وأهداف دينية وطائفية محضة، هي موجات لم يكن لها وجود خلال العصر الحديث ولم يكن هناك غلو وتطرف وحقد وكراهية على خلفية العوامل والاسباب الدينية والطائفية قبل مجيء النظام الديني المتطرف في إيران، ذلك أن هذا النظام الدجال والمعادي للإنسانية وتحت يافطة مشبوهة اسمها “الصحوة الإسلامية”، بدءا بالنفخ في الأفكار والتوجهات الظلامية الرجعية المعادية للإنسانية، وقام بإنشاء شبكات واسعة من المتطرفين والإرهابيين مهمتهم بث الذعر والخوف من خلال ممارساتهم الإرهابية وذلك من أجل فرض النهج القمعي الاستبدادي الذي جاء به نظام ولاية الفقيه.
ما يجتاح المنطقة من عمليات تطهير وإبادة وانتقام، إنما هي في الحقيقة أبجديات منطق التطرف الإسلامي الذي يحمل لواءه النظام الديني المتطرف في طهران وما يجري في الفلوجة والمدن السورية واليمنية، إنما يعكس تجسيد هذا المنطق القرووسطائي المتخلف الدموي على هذا العصر قسرا وإن ملالي إيران الذين يحلمون ببناء امبراطورية دينية مترامية على حساب شعوب المنطقة، يعلمون علم اليقين بأن شعوب المنطقة ترفض العودة الى الوراء وتطمح في التقدم والرقي، ولهذا فإن هذا النظام ومن خلال الجماعات والتنظيمات الظلامية الارهابية المجرمة يسعى لفرض نهجه على شعوب المنطقة. إقامة جبهة بين القوى الوطنية والتقدمية لشعوب المنطقة من أجل مواجهة ومكافحة التطرف والارهاب المصدر إليها من جانب خفافيش طهران، ضرورة ملحة يجب التأكيد عليها دائما خصوصا أن نظام الملالي الاستبداديين في طهران مستمر في نهجه الاجرامي دونما انقطاع، وإن تجاهلهم وعدم التصدي لهم يعني السماح لهم بأن يعيثوا في الارض فسادا وإفسادا وقتلا ودمارا باسم التطرف الاسلامي، وحري على القوى الوطنية والتقدمية أن تفرض المنطق الانساني المتسامح الذي يؤمن بالتعايش السلمي بمختلف أنواعه لأنه الطريق الوحيد لضمان السلام والامن والاستقرار في المنطقة.



فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.