العدد 1143
الخميس 01 ديسمبر 2011
banner
الانتخابات المصرية.. وعودة التفاؤل
السبت 27 أبريل 2024

لم نكن نتخيل أبدا أن تتم الانتخابات المصرية بهذا الهدوء، بل لم نكن نتخيل أن تتم من الأساس، لأن الأوضاع كانت سيئة بشكل يدعو للتشاؤم، فالأحداث التي نراها، والتحليلات التي نسمعها ونقرؤها كانت كلها مخيفة حول مستقبل هذا البلد الذي نعشقه ونصلي من أجل عودة الاستقرار إليه.
ولكننا تفاءلنا من جديد عندما رأينا المصريين يتزاحمون على صناديق الاقتراع في طوابير طويلة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر بعد كل هذا التشاؤم الذي سيطر على المحللين السياسيين المصريين الذي ظهروا على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الصحف خلال الفترة الماضية.
وكان سبب هذا التشاؤم هو انتشار العنف والانفلات الأمني بشكل لم يسبق له مثيل على مدى الأشهر الماضية وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون أحد شيئين، إما أن يقوم المجلس العسكري بتأجيل الانتخابات لأجل مسمى أو غير مسمى نظرا لعدم القدرة على تأمين الانتخابات، وإما أن يتم إجراء الانتخابات وتفشل ولا تكتمل بسبب العنف.
ولكن الصورة جاءت مغايرة تماما لكل التوقعات ونجحت الانتخابات البرلمانية المصرية بامتياز في مرحلتها الأولى التي تضم تسع محافظات مصرية، ونتمنى أن يحدث نفس الشيء في المرحلتين الثانية والثالثة لكي تستطيع مصر الخروج من هذه المرحلة الحساسة والخطيرة المليئة بمؤامرات الداخل والخارج.
لقد تعرضت مصر خلال الأسبوعين الماضيين لمحاولات مستميتة لادخالها في الفوضى التامة وتحويلها إلى صومال جديد، ولكن يبدو أن مصر بتاريخها الطويل وبجغرافيتها الفريدة التي تنعكس على الشخصية المصرية ستظل دوما عصية على كل محاولات التفتيت.
ويبدو أن الشخصية المصرية لا تظهر إمكانياتها إلا في الأوقات العصيبة، وقد ظهرت الشخصية المصرية بجلاء خلال هذا الشهر بشكل يدعو للفخر، فعلى الرغم من شدة المحنة، وعلى الرغم من أن الأموال الأجنبية أدخلت إلى مصر بالمليارات خلال الأشهر الماضية بهدف تخريبها ودفعها إلى جحيم الاقتتال الطائفي بواسطة بعض الأيدي المندسة غير النظيفة، إلا أن المصريين فطنوا للمؤامرة التي تسعى إلى تدمير بلدهم وقاموا بواجبهم نحو حمايته لقد ذكرت صحف مصرية محترمة أن سيارة “هامر” صفراء اللون كانت توزع أموالاً علي مهاجمي مديرية أمن الدقهلية للايقاع بين الشرطة والجيش من ناحية وبقية الشعب من ناحية من أجل أن يحل الخراب بمصر كلها ويضيع كل ما صنعوه ويضيع دم الشهداء، ولنا أن نقيس على ذلك الكثير من المحاولات الحقيرة التي سعت لضرب هذا البلد العربي في مقتل.
ندعو الله من كل قلوبنا أن تتم الانتخابات البرلمانية في المرحلتين القادمتين بنفس الهدوء وبنفس النزاهة التي شهدت بها منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات العالمية التي راقبت المرحلة الأولى عن كثب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية