العدد 1071
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011
banner
أردوغان أثار حفيظة الإعلام الغربي
السبت 27 أبريل 2024

زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمنطقة العربية أحدثت ضجة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام الغربية، حيث اهتمت كبريات الصحف العالمية بهذه الزيارة ومغزاها وأهدافها. ويبدو أن هذه الصحف انزعجت من الحماس الشعبي الذي قوبل به أردوغان في القاهرة فقامت بتحليل أبعاد هذه الزيارة معربة عن عدم رضاها عن تحرك رئيس الوزراء التركي في هذا الوقت وما يقوم به من تسخين للعواطف الشعبية العربية ضد إسرائيل التي كانت حتى وقت قريب حليفا استراتيجيا لبلاده.
وعبرت هذه الصحف عن موقفها هذا عقب الكلمة الساخنة التي ألقاها أردوغان أمام وزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وكان ذلك بالطبع من قبل أن يصل أردوغان إلى محطته الثانية تونس، ومن قبل أن ترى الحماس الشعبي الهائل واحتشاد الجماهير التونسية أمام المطار، وبخاصة أعضاء حركة النهضة (الاخوان المسلمين) برئاسة راشد الغنوسي والاستياء الكبير الذي عبرت عنه هذه الجماهير عندما اكتشفت أن الحكومة التونسية استقبلت طائرة الضيف التركي الكبير في قاعدة عسكرية وليس في مطار قرطاج الذي كان مقررا لها أن تهبط فيه والذي احتشدت أمامه هذه الجماهير.
هذا الحماس أثار حفيظة وسائل الإعلام الغربية إلى الحد الذي جعل مجلة “فورين بولسي” تصف تحرك أردوغان بأنه لعبة شديدة الخطورة وأن مخاطر ذلك ستكون أشد، وقالت إن على رئيس الوزراء التركي أن يتوقف لحظة ويسأل نفسه عما إذا كان سعيه ليصبح بطلا في نظر رجل الشارع العربي سيجلب عليه نتائج عكسية في نهاية المطاف أم لا، وأن واشنطن إذا تطلب الأمر أن تختار بين تركيا وإسرائيل ستختار حليفتها اليهودية بطبيعة الحال.
أما جريدة “الغارديان” البريطانية فقالت في تعليقها على خطاب أردوغان في جامعة الدول العربية في القاهرة بأن هذا الخطاب يخدم سعي تركيا لتصبح لاعبا إقليميا كبيرا في الشرق الأوسط، وقالت أن التصفيق الحاد الذي قوبل به خطاب أردوغان يعكس موقف تركيا القوي ضد إسرائيل بعد عقود طويلة من التحالف بين الدولتين.
صحيفة “الفاينانشيل تايمز” البريطانية قالت أن خطاب أردوغان ترك خوفا وقلقا لدى الولايات المتحدة بسبب التغير الواضح في السياسة التركية تجاه إسرائيل، وقالت أن جولة أردوغان فى المنطقة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لاستثمار الإعجاب الشعبى العربى بشخصه بصفته يتبنى مواقف أكثر تشددا حيال إسرائيل، مقارنة بقادة عرب آخرين فى المنطقة.
فهل هذا التحرك التركي هو مجرد محاولة لإبراز قوة تركيا ومكانتها في المنطقة وقدرتها على تحريك الشعوب العربية ضد الدولة الصهيونية لممارسة نوع من الضغط عليها وعلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أم أن مرحلة جديدة ستبدأ في منطقتنا وأن العهد القادم سيشهد تحالفا استراتيجيا بين العرب وبين تركيا يرفع من شأن الطرفين ويغير خريطة العلاقات الإقليمية والدولية؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .