العدد 1063
الإثنين 12 سبتمبر 2011
banner
الإخوان المسلمون ومستقبل مصر 1 - 2
السبت 27 أبريل 2024

لا أحد ينكر أن جماعة الإخوان المسلمين لها دور وبصمة في الحياة السياسية في مصر وفي غيرها من الدول العربية منذ ان شكلها زعيمها الشيخ حسن البنا في مصر في العشرينات من القرن الماضي، فقد كان لها دور إلى جانب فئات الشعب وأحزابه في مقاومة الاحتلال الانجليزي والوقوف ضد الفساد الذي كان موجودا قبل انطلاق ثورة يوليو 1952.
وذكر ما هو أكثر من ذلك، وهو أن الرئيس الخالد جمال عبد الناصر قد تربى في كنف جماعة الاخوان المسلمين وأن الاخوان مهدوا وساعدوا في قيام الثورة المصرية آنذاك وأن عبدالناصر انقلب عليهم بسبب الخلاف حول بعض القضايا وهو ما أدى إلى تعرض الإخوان لما تعرضوا خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي وحظر النشاط السياسي للجماعة والذي ظل قائما حتى سقوط نظام الرئيس حسني مبارك.
ولكن طوال سنوات الحظر لم يكن الإخوان غائبين عن الحياة السياسية في مصر حيث كانوا يخوضون انتخابات النقابات والانتخابات البرلمانية بالاستفادة من قوانين الانتخابات التي تسمح لهم بخوض الانتخابات كمستقلين او بالتحالف مع بعض الأحزاب المصرية بصيغ معينة يستفيد منها الطرفان.
ورغم أن الاخوان مارسوا الكثير من الاحتجاجات في الجامعات المصرية ونظموا الكثير من الفعاليات التي تنتقد نظام الرئيس السابق في مصر، إلا أنهم لم يبادروا بالتظاهر والاحتجاج في الخامس والعشرين من يناير من العام الحالي، ذلك الاحتجاج الذي أدى في النهاية إلى إسقاط النظام في مصر رضوخا لمطالب الشعب المصري في جميع محافظات مصر.
الإخوان المسلمون قرروا الانضمام للثورة المصرية بعد أن تأكدوا من أنها ستنجح وأن هذه الفرصة التاريخية قد تضيع منهم وان عدم مشاركتهم ستؤثر على صورتهم أمام الشعب المصري مستقبلا إذا قدر لهذه الثورة النجاح.
وبناءا على ذلك قرر الإخوان الدفع بكل كوادرهم ومؤيديهم للانخراط في الثورة الشعبية التي بدأت وكأنها بلا رأس أو بلا قيادة، فاجتهد الاخوان ليوفروا لها هذا الرأس وانطلق كوادرها في أوساط الشعب داعين إياهم بعدم التراجع ودفعوهم إلى رفع سقف مطالبهم، فكلما تحقق مطلب طالبوا بغيره.
وسقط النظام المصري محدثا زلزالا عربيا له توابعه في دول عربية أخرى، بالحق او بالباطل، فشعر الاخوان شعورا لم يعرفوه منذ نشأتهم قبل أكثر من ثمانين عاما، ولأنهم أصبحوا القوة السياسية الوحيدة المنظمة في مصر بعد سقوط النظام وسقوط الحزب الواحد، فقد أصبحوا يملون مطالبهم على الجميع حريصين على الامساك باللحظة الراهنة قبل أن يستجمع غيرهم قواه ويستعد للمستقبل الذي لم يكن في خيال أحد أن يقفوا على أعتابه بهذا السرعة ودون أدنى استعداد.
ولكن هل ينجح الإخوان في الامساك بهذه اللحظة التاريخية ويتمكنوا من تحقيق الحلم الإخواني الذي طال انتظاره، أم يخطئون التعامل مع هذه اللحظة ويعيد التاريخ نفسه؟ للحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية