العدد 1059
الخميس 08 سبتمبر 2011
banner
أهمية زيارة جلالة الملك لتركيا
السبت 27 أبريل 2024

زيارة جلالة الملك المفدى لتركيا لها أهمية كبيرة جدا في مجال توطيد العلاقات الأخوية بين البحرين وبين هذه الدولة الإسلامية السنية ذات الثقل الاقتصادي والعسكري في هذه المنطقة المليئة بالصراعات والاضطرابات.
وجاءت زيارة جلالته الأخيرة تتويجا لسلسة من الزيارات تمت بين البلدين على مستويات مختلفة أدت إلى تمتين العلاقات الثنائية في مجالات عديدة، وهذا يدل على الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى لجلالة الملك فيما يتعلق بعلاقات البحرين مع الدول ذات الثقل الاقليمي في هذه المرحلة.
تركيا، إلى جانب الروابط الدينية والتاريخية التي تجمع بينها وبين الدول العربية،دولة يزداد ثقلها وتزداد مكانتها كل يوم، وبالتالي فمن الأهمية بمكان أن تقوم الدول العربية بشكل عام،والخليجية منها بشكل خاص،بتوطيد علاقاتها بالجمهورية الإسلامية التركية في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية خلال المرحلة القادمة.
الدور التركي في قضايا المنطقة سوف يتعاظم خلال المرحلة القادمة ،خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية،وفي مجال تحقيق التوازن مع الجمهورية الإيرانية ذات الطموح الكبير،وبالتالي فلمصلحة جميع الأطراف تطوير العلاقات معها كدولة إقليمية لها ثقلها.
ولكن بناء علاقات أكثر متانة بين العرب وبين تركيا يتطلب أيضا من تركيا أن تعطي المزيد من الاهتمام للقضايا العربية وأن تتجه مجددا لعمقها العربي الإسلامي حيث الثقافة المتقاربة ووحدة الدين والروابط التاريخية، خاصة أن الشعوب العربية متقبلة ومؤيدة للدور التركي كرد فعل حتمي لتوتر العلاقات بين تركيا وبين الكيان الصهيوني وتقليصها للتعاون العسكري معه ،خاصة وأن هذا التعاون كان قد أثر سلبا على الصورة الذهنية لتركيا في عقول الشعوب العربية، ولكن بعد سلسة المواقف التي تبنتها تجاه القضية الفلسطينية، خاصة تحركها في مجال كسر الحصار الظالم على غزة، والمواقف السياسية والإعلامية والدبلوماسية التي تبنتها في مواجهة الدولة الصهيونية، ادت إلى حد بعيد إلى تحسين صورة تركيا من جديد لدى الرأي العام العربي.
وإذا كانت تركيا قد بذلت جهدا خارقا وأنفقت المال وعدلت القوانين خلال سنوات مضت سعيا للانضمام للاتحاد الأوروبي دون جدوى،فإنه بإمكانها أن يكون لها دور أكبر في عالمها الاسلامي الذي يعد بيئتها الطبيعية، وليس الاتحاد الأوروبي الذي يعد ناد مسيحي مغلق لن يوافق مطلقا على ضم أي دولة إسلامية له.
تركيا يمكنها أن تقدم الكثير في مجال لم شمل العالم الإسلامي واستعادة دورها التاريخي اللائق إذا لعبت دورا أكبر في مواجهة الكيان الصهيوني،لأنها كلما ابتعدت خطوة عن هذا الكيان، اقتربت مائة خطوة من الشعوب العربية والإسلامية.
لقد ظلت الأقلام العربية تكتب لوقت طويل عن انسحاب رئيس الوزراء التركي من مؤتمر دافوس بعد أن وجه انتقادا لاذعا للممارسات الاسرائيلية في الأرض المحتلة،محتجا على عدم إعطائه وقتا مساويا للذي أعطي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، فهذا الموقف وغيره من المواقف اللاحقة جعل صورة تركيا ناصعة لدى الشعوب الإسلامية ومهد لعودة تركيا القوية إلى محيطها الاسلامي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية