عندما قرأنا ما أذيع عن مخطط إيراني يستهدف الأردن انطلاقا من مكتب الولي الفقيه شخصيا لم نتفاجأ، على الرغم من خطورة ما اذيع، لأنه من المنطقي جدا أن تكون الأردن مستهدفة من قبل الولي الفقيه والمكاتب والجمعيات التابعة له في العالم العربي وفي أنحاء العالم، وذلك لأسباب قديمة وأخرى حديثة.
اما عن الأسباب القديمة، فقد كان جلالة الملك حسين بن طلال رحمه الله هو أول من قام بفضح مخططات إيران في المنطقة العربية، وهو أول من تحدث عن الهلال الشيعي الذي تسعى إيران من خلاله إلى تقسيم المنطقة وخلق منطقة نفوذ لها من خلال هذا الهلال المعروف جغرافيا والذي يضم اجزاء من عدة دول خليجية.
أما الأسباب الجديدة، فهي انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجيي، كدولة لها ثقلها العسكري وخبراتها الأمنية، وهذا بالتأكيد أمر يضر بالمخططات الإيرانية، التي اعتقد أصحابها أنها كانت على وشك التنفيذ ويقف حجر عثرة ضد إنجاز هذا الهلال الشيعي الذي أصبح مشروعا أكثر وضوحا خلال الأشهر الماضية، رغم نفي الضالعين وتهكمهم على الذين تحدثوا عنه خلال سنوات مضت.
لذلك فالأردن هدف مهم لدى أنصار المشروع الإيراني في المنطقة خاصة بعد أن بات انضمامها لمجلس التعاون وشيكا، فإيران تريد الهيمنة على الخليج العربي عن طريق نشر الفوضى والتمرد فيها اعتمادا على جماعات تعمل في العلن وخلايا تعمل في الخفاء، إلى جانب الخلايا النائمة التي تتحرك فقط عند انطلاق العنف، ولكن انضمام الأردن ذات الخبرة الأمنية المعروفة في مقاومة الجماعات السرية والخلايا الإرهابية المرتبطة بإيران يمكن أن يعرقل المشروع الإيراني المعروف بالهلال الشيعي.
مبلغ المئتي مليون دولار الذي خصصه مكتب الولي الفقيه من أجل الإضرار بالأردن هو مبلغ كبير ويكفي لتمويل هذه الحملة الحاقدة التي ستعمل من خلال محورين.