العدد 1052
الخميس 01 سبتمبر 2011
banner
لقد وعينا الرسالة يا ملك القلوب
السبت 27 أبريل 2024

في كل مرة يتحدث فيها جلالة الملك المفدى يفاجئنا بأكثر مما تتطلع إليه نفوسنا وبأكثر مما تتطلع إليه نفوس اكثر المتشائمين.
في كلمة جلالته الأخيرة قبل عيد الفطر المبارك داوى كل الجروح وربط على قلوب الجميع، ولم يترك في كلمته الموجزة شيئا إلا وتحدث عنه، فأعطانا الأمل في مستقبل أفضل في ظل حكم جلالته الرشيد.
لقد تحدث جلالة الملك بمنطق الأب وبلغة الأب، وليس بلغة الحاكم، مخاطبا العقول والقلوب في آن واحد، فالبحرين لا تستطيع البقاء والتقدم إلا كعائلة واحدة لا تقبل القسمة تحت أي ظروف، ويوم تنقسم لا قدر الله سوف تموت.
كلمة جلالة الملك تعطي الأمل والأمن والأمان حتى لأبناء البحرين الذين عقوها وأساءوا إليها، فما بالنا بأبناء البحرين المخلصين الذين يعرقون ويسهرون من أجلها؟
كلمة جلالة الملك في العشر الأواخر من رمضان جاءت بمثابة عهد أو ميثاق جديد للبحرين بعد الظروف التي مررنا بها جميعا وشعرنا بالخوف على أنفسنا وعلى مستقبل أبنائنا، فعلينا جميعا أن ندرسها جيدا ونعرف كل معانيها، لأن معانيها أكثر بكثير من كلماتها وحروفها.
لقد نطق جلالة الملك باسم جميع الفئات، تحدث عن مخاوف الذين يواجهون محاكمات بسبب جرائم ارتكبوها وعالج هذه المخاوف، دون هضم لحقوق المظلومين، وتحدث عن آلام الأسر التي فقدت عائلها الذي سقط أثناء اداء الواجب وعالج بيده الكريمة هذه الآلام، وتحدث جلالته عن مظالم من تعرضوا للمعاملة السيئة أثناء توقيفهم أو التحقيق معهم، ووعد جلالته بأن ينالوا حقوقهم كاملة، فهو الأب، والأب لا ينكر أحدا من أبنائه، أساءوا أم أحسنوا.
“إن من مسؤوليتنا أن نبادر بما نود أن نرى شعبنا عليه. فنحن ولله الحمد، أقوياء بإيماننا وبوحدة شعبنا. وهذه القوة لا تمنعنا من مواجهة الأخطاء”
هكذا تحدث جلالة الملك المفدى في جملة يجب ان نتوقف عندها كثيرا، ويجب أن نعيها بدقة، ففيها من المعاني ما يطول شرحه، وهكذا دوما يكون حديث العظماء.
فما معنى ان يبادر الأب إلى اتخاذ الموقف الذي يريد لأبنائه أن يتخذوه؟ لقد ضرب جلالته المثل في التسامح بشكل يجعل الإنسان يبكي من شدة الفرح عندما قال: “ونود أن نؤكد إننا لا نتطلع إلى محاكمة الجميع، فهناك من اتهموابالإساءة لشخصنا ولرجال المملكة ونحن في هذا اليوم نصفح عنهم، آملين أن يعوا أن الإساءة لنا ولغيرنا هي إساءة للجميع ولا تفيد بشيء”.
إذا كان جلالة الملك قد عفا عمن أساءوا إلى شخصه الكريم، فكيف بالله نتلقى جميعا هذه الرسالة الملكية السامية؟
حفظكم الله ورعاكم لهذه البلاد يا ملك القلوب، وكل عام وأنتم بخير، وحفظ الله البحرين وأهلها تحت قيادتكم الحكيمة.
زبدة القول:
يقول الشاعر: أقوى الملوك ملوك في عدالتهم.. فكلما ملكوا في موقع عدلوا

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية