العدد 1041
الأحد 21 أغسطس 2011
banner
أنظمة الممانعة تقتل شعوبها
السبت 27 أبريل 2024


عندما أتذكر مصطلح «دول الممانعة» تصيبني حالة من الضحك في ظل المذابح التي يقوم بها النظام السوري ضد أبناء شعبه وفي ظل الحرب الأهلية التي دشنها القذافي على الأراضي الليبية؛ لأن أنظمة الممانعة سترحل بعد سنوات من الكذب واستغفال الجماهير دون أن تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل.
قبل عام أو عامين كانت بعض الأنظمة العربية تستمتع بوصف دول الممانعة التي أطلق عليها عن جهل أو عن خبث، وتعتبر أن هذا الوصف قمة التشريف بالنسبة لها في زمن (الخنوع العربي)، وقد قامت قناة الجزيرة القطرية بترويج هذا المصطلح؛ خدمة لهذه الأنظمة ونكاية في غيرها من الأنظمة العربية وبخاصة النظام المصري السابق الذي كان بمثابة حجة وشماعة لهذه الأنظمة التي اعتمدت أسلحة الجعجعة وصواريخ الكلام في حربها ضد إسرائيل، وسقت المر لشعوبها باعتبارها الدول الوحيدة الممانعة التي تنال وحدها شرف الدفاع عن حرمات الأمة وكرامتها في مقابل تفريط غيرها وخنوعه.
وشاء الله أن تثبت هذه الأنظمة أنها أنظمة ممانعة في شيء آخر غير الممانعة المضادة للدولة الصهيونية، فهي دول ممانعة ضد رغبات شعوبها وتطلعاتهم وضد المطالب المشروعة لهذه الشعوب.
النظام السوري وشبيهه الليبي هما أكثر الأنظمة العربية استفادة من أكذوبة الممانعة التي تم ترويجها على مدى السنوات الماضية،رغم أن المتابعة لأحداث الأعوام الماضية تبين أن هذين النظامين تحيدا هما الأكثر خنوعا والأكثر احتقارا من قبل الدول التي طالما أطلقوا عليها صواريخهم الكلامية.
أين هذه الممانعة إذا كان النظام السوري لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان منذ أكثر من أربعين عاما؟
النظام السوري لم يجسد الممانعة على الأرض إلا ضد الشعب السوري وحده، ومن أراد أن يعرف حجم هذه الممانعة عليه أن يذهب إلى دير الزور وإلى حمص وغيرها من المدن السورية التي قدمت شهداء ومصابين كان يجب أن يسقطوا في ميدان آخر وفي مواجهة عدو آخر.
أين هذه الممانعة التي أبداها نظام القذافي في مواجهة تبعات قضية لوكربي والصفعات المهينة التي وجهت إلى ليبيا في نهايتها.
الرئيس السوري تحالف مع إيران، وأقام معها محورا معاديا للسعودية، والقذافي طالما تطاول وتآمر على غيره من الحكام العرب على اعتبار أنه الزعيم الفذ الذي يقف في مواجهة الغرب ومواجهة إسرائيل.
واليوم بعد أن انكشفت كل الأكاذيب وسقطت الشرعية الكاذبة لكل من النظامين السوري والليبي لا يزالان يكابران ويقفان ضد شعوبهما، ويريقون دماء الأبرياء دون مراعاة حتى لشهر رمضان الذي يتقرب فيها الناس إلى الله. فكأن الشاعر السوري نزار كان يتحدث عن الأسد والقذافي عندما قال:
أيها الناس، أنا الحجاج
إن أنزع قناعي، تعرفوني
وأنا جنكيز خان
جئتكم بحرابي، وكلابي، وسجوني
لا تضيقوا أيها الناس ببطشي
فأنا أقتل، كي لا تقتلوني
وأنا أشنق، كي لا تشنقوني
وأنا أدفنكم في ذلك القبر الجماعي،
لكي لا تدفنوني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية