+A
A-

فاطمة الكوهجي

‭"‬بذلت‭ ‬جهدي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬وطني‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بعملي‭ ‬بكفاءة‭ ‬وإتقان،‭ ‬وهذه‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تميزي‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وكان‭ ‬هاجسي‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية‭".‬

وضعت‭ ‬نصب‭ ‬أعينها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬فضيفتنا‭ ‬فاطمة‭ ‬الكوهجي‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬أضواء‭ ‬الإعلام‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العطاء،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع،‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والتطوعية؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬تحقيق‭ ‬الترابط‭ ‬والتآلف‭ ‬والتآخي‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

من جانب آخر، تثمن الكوهجي كل جهد يبذل في الاهتمام بقضايا المرأة والأسرة والعمل على إزالة العقبات التي تواجه المرأة، وهذا الدور بدا واضحًا في مؤسسات المجتمع المدني المعنية بشؤون المرأة، كما كانت لها بصمات في بناء شراكات مجتمعية لتفعيل العمل الخيري التطوعي وتنمية القطاع النسوي، وهذا الأمر طبقته بوضوح في فترة رئاستها لجمعية النساء الدولية.

ضيفتنا حاصلة على دبلوم في التمريض وشهادات عدة في الحاسب الآلي، وعملت في الفترة من العام 1965 حتى العام 1976 رئيسة قسم عمليات الأنف والأذن والحنجرة والعيون بمجمع السلمانية الطبي، كما كان لها تجربة في العمل ممرضة خاصة في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المتحدة. وفي الفترة من العام 1979 حتى العام 1987، علمت في شركة أميركان اكسبرس رئيس قسم، لكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنها أول امرأة بحرينية نقابية في وزارة الصحة بالعام 1970، وأسست أول لجنة نسائية في نادي العروبة وترأست تلك اللجنة. وفي فبراير من العام 1996 التحقت بالجمعية النسائية الدولية، وأصبحت أمين سر الجمعية في الفترة من العام 1997 حتى العام 1999، واليوم هي رئيس مجلس إدارة الجمعية النسائية الدولية.

علاوة على ما تقدم، فإن لها مشاركتها في تأسيس الاتحاد النسائي، وهي عضو إداري وترأست لجنة تنمية الموارد المالية، وعضو في لجنة الكوتا، وعضو في لجنة قانون الأحوال الشخصية.

وعن الأمور التي أسهمت في كونها خبيرة ومتميزة في مجال عملها، تشير الكوهجي إلى أن من أهم العوامل التي ساهمت في تميزها الوظيفي الإخلاص وبذل الجهد في خدمة الوطن من خلال العمل بكفاءة وإتقان والمساهمة في الارتقاء بالمرأة البحرينية.

كما أنها شاركت في العديد من ورش العمل والندوات والمحاضرات داخل وخارج البحرين، وحضرت في العام 2009 مؤتمر الاتجار بالبشر عند مفترق الطرق، وورشة عمل "المرأة نظرة تجددية" في العام ذاته، الأمر الذي أكسبها الكثير من المعارف في هذين الموضوعين المهمين.

 

سألناها في الختام: كامرأة بحرينية لها سجلها من التميز في خدمة الوطن، ما الرسالة التي توجهينها لكل امرأة وفتاة بحرينية لكي تنجح وتتحول إلى متميزة وخبيرة في مجال عملها؟ فقالت باختصار "أؤكد أهمية الإخلاص في العمل بالالتزام بالوقت والتركيز فيه، وعدم التهاون بالغياب من دون أي عذر".

تلك كانت محطات مهمة في مسيرة شخصية نسوية فاعلة كانت بعيدة عن الأضواء؛ لأنها آمنت بأن خدمة الوطن والاهتمام بقضايا المرأة وتنميتها يأتي بثماره اليانعة على الدوام.