+A
A-

سمو الأمير سلمان

كانت‭ ‬بداية‭ ‬ولادة‭ ‬فكرة‭ "‬فريق‭ ‬البحرين‭" ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭... ‬ولكن،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أوضح‭ ‬ثمارها‭ ‬طوال‭ ‬عامين‭ ‬ماضيين؟‭ ‬الجواب‭ ‬يطول‭ ‬في‭ ‬تفاصيله،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬استحضار‭ ‬مثال‭ ‬واحد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬معناه،‭ ‬ففي‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬خاطب‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬الجميع‭ ‬بالقول‭ "‬كلنا‭ ‬فريق‭ ‬البحرين،‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬قطاع‭ ‬عام‭ ‬وخاص،‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬مشتركة‭ ‬تجاه‭ ‬وطننا،‭ ‬واجبنا‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬للبحرين‭ ‬جميعًا‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ومستجداته،‭ ‬فنحن‭ ‬نخوض‭ ‬جميعًا‭ ‬مرحلة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬عنصر‭ ‬النجاح‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬حرص‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬واضعين‭ ‬نصب‭ ‬الأعين‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬صلابة‭ ‬وإرادة‭ ‬فريق‭ ‬البحرين،‭ ‬سنتمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع‭".‬

التكاتف‭.. ‬بإخلاص

إذن، في العام 2018 أطلق سموه فكرة "فريق البحرين" باعتبارها منهجًا للحاضر والمستقبل بمشاركة كل مواطن ومقيم، وفي 2020 جاءت خلاصة هذا المنهج في مواجهة جائحة كورونا، وهذا يعني مضي "فريق البحرين" منطلقًا في تحقيق غاياته، فالتحديات تضاعف الإصرار والعزيمة على تأكيد العمل بخطى ثابتة في مواجهتها والتعامل معها لرسم ملامح جديدة لمرحلة مستقبلية نحن مقدمون عليها، فمملكة البحرين بفضل توجيهات ورؤى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبتكاتف أبناء الوطن المخلصين والعمل بروح الفريق الواحد (فريق البحرين)، استطاعت أن ترسي منهجًا شاملًا تسير عليه في تنفيذ أهدافها المنشودة يتناغم مع توجهاتها الحالية، مستندة إلى مبادئ رؤية البحرين الاقتصادية 2030 المتمثلة في الاستدامة والتنافسية والعدالة، وتؤسس وترسخ لثقافة جديدة تؤمن بالإبداع والابتكار وتشجع عليه؛ ليقودنا نحو وطن مزدهر مشرق.

 

المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار

تحديات كبيرة رافقت الفكرة منذ ذلك العام، وهو العام الذي يمثل الطموحات والآمال البحرينية التي تشكل فارقًا، ويجسد مرحلة انتقال؛ ليحمل فريق البحرين، أي كل مواطن ومقيم، المسؤولية بمشاركته في صنع القرار. ولنعد قليلًا إلى بعض الملامح التي تزامنت مع شحذ همم "فريق البحرين" في ذلك العام، إذ تم الإعلان عن اكتشاف أكبر حقل للنفط في تاريخ المملكة، وهو حقل خليج البحرين. وعنه قال سموه "إننا نفتخر بكوادرنا الوطنية التي ساهمت في هذا الاكتشاف، وإننا الآن في مرحلة تتطلب منا تحديد حجم المورد ووضع الخطط المناسبة للاستكشاف، وللاستفادة من هذا المورد وحسن استغلاله، وبالتالي فإنه يتوجب علينا مواصلة العمل بجهد أكبر ومواجهة التحديات، والتأكيد على وجود قاعدة صلبة تحفظ مواردنا لأبنائنا وللأجيال القادمة". إلا أن الجانب الأكثر تجليًا هو برنامج التوازن المالي، إذ قال سموه "لقد وضعنا برنامجا واضحا يتم دعمه من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، ومن خلال تنفيذ هذا البرنامج سنصل إلى نقطة التوازن بحلول عام 2022، وبالتالي نطوي صفحة بموقف قوي وقناعة بقدرتنا على التغلب على أي تحد بفضل تكاتف الجميع".

”فكرة”‭ ‬نموذجًا‭... ‬تفاعل‭ ‬بإبداع

إن أمام فريق البحرين منذ تلك اللحظة مسؤوليات كبيرة، ولهذا كان لابد من تقديم نماذج عن المشروعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والخدمية، فمنها على سبيل المثال وأولها على أعلى القائمة، وهي أهم الإنجازات التي تحققت، والتي أثبتت مملكة البحرين من خلالها إصرارها على مزيد من التطور لتحقيق النجاح وبلوغ ما تصبو إليه، فعلى صعيد الخدمات الإسكانية، فإن أهم أهداف برنامج الحكومة توفير 25000 وحدة سكنية بما يلبي احتياجات المواطنين من الخدمات الإسكانية في مختلف محافظات المملكة، ولذلك تم التوجيه لتوزيع 20000 وحدة سكنية للمواطنين حتى الآن، منها كانت 5000 وحدة سكنية إضافية قبل نهاية العام 2018، وكذلك تعزيز دور القطاع الخاص وضع حلول مبتكرة للتمويل كبرنامج "مزايا"، وهذا البرنامج المبتكر هو نموذج لإبداع أبناء البحرين في المشاركة بمسابقة الابتكار الحكومي "فكرة"، وقد عبر سموه عن الاعتزاز بالكوادر الوطنية؛ لأن مسابقة الابتكار الحكومي (فكرة) شهدت تفاعلًا كبيرًا حين وصل عدد المشاركات فيها إلى 565 بالنسخة الأولى، علاوةً على أن جميع تلك المقترحات التي قدمت تم إخضاعها لمراحل من التقييم بعد عرضها على لجان من ذوي الشأن والاختصاص لاختيار المقترحات الفائزة، فالعمل مستمر والتحديات تتجدد وبالعزم والعمل يستمر الإنجاز.

تحديات‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬والمستقبل

الخلاصة هي المسؤولية المرجوة، فبتكاتف الجميع استطعنا أن نتجاوز أي تحديات مرت علينا في السابق، وإننا على ثقة بمقدرتنا على تجاوز التحديات المقبلة، فجميعنا يعمل ضمن فريق واحد (فريق البحرين) في مختلف جهات القطاع العام ومؤسسات القطاع الخاص، ولابد من التحلي بروح الإبداع والابتكار كجزء من عملنا في جميع الوزارات والمؤسسات، بالمشاركة الفاعلة في وضع التطلعات المستقبلية.