+A
A-

نعم... كورونا تسببت في زعزعة الاستقرار الأسري

هدى‭ ‬المهدي - اختصاصية‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬

 

لدى‭ ‬اختصاصية‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬هدى‭ ‬المهدي‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬إيصاله‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬حالات‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات‭ ‬جراء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.. ‬نعم،‭ ‬قرأنا‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬ومواقع‭ ‬الأخبار‭ ‬وشاهدنا‭ ‬في‭ ‬الفضائيات‭ ‬متخصصين‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭ ‬والحجر‭ ‬وتداعيات‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭ ‬وما‭ ‬تبعه‭ ‬من‭ ‬عزلة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وقلق‭ ‬وتوتر‭ ‬ومشكلات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وأسرية‭ ‬ومالية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬معاول‭ ‬الهدم‭ ‬النفسي‭.‬

وليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬سمعنا‭ ‬وشاهدنا‭ ‬وقرأنا‭ ‬عشرات‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مئات‭ ‬أو‭ ‬آلاف‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬والرسائل‭ ‬التي‭ ‬تفتك‭ ‬بالنفسية‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬الأثر‭ ‬الجسدي،‭ ‬والخوف‭ ‬كل‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬المشكلات‭ ‬النفسية‭ ‬إلى‭ ‬أمد‭ ‬بعيد‭. ‬لكن،‭ ‬ماذا‭ ‬نفعل؟‭ ‬كلنا‭ ‬نتساءل،‭ ‬فليس‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬مقدرة‭ ‬وفكر‭ ‬واستعداد‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭...‬

خائفون‭ ‬وقلقون‭.. ‬كل‭ ‬على‭ ‬الآخر

تجيبنا المهدي بالقول إن التأثير كان كبيرًا منذ بداية ظهور الفيروس، فالناس شهدت تغييرات في حياتها العملية والاجتماعية والدراسة، ثم تضاعفت المسؤوليات على أولياء الأمور خصوصًا الأمهات اللواتي وجدن أنفسهن يدرسون مع عيالهم "أونلاين"، ومن ناحية ثانية، هناك شريحة كبيرة من العاملين في الحقل الصحي وفي الصفوف الأمامية وهؤلاء هم منا ونحن منهم، فهم في كل بيت وفي كل عائلة والأثر مشترك.. الأهل خائفون وقلقون عليهم وهم قلقون وخائفون على ذويهم، ولا ننكر دور التهويل والشائعات وكذلك وجود شريحة من الناس المحبطين وأولئك الذي يتراشقون الاتهامات والكلام الذي لا طائل من ورائه ولا فائدة منه، إلا أن التغيير المهم من داخلنا لكي نواجه الظرف معًا يدًا بيد، فليس الوقت وقت تبادل الاتهامات أو نشر نظرية المؤامرة؛ لأننا باختصار يجب أن نعي وندرك ونؤمن بالآية الكريمة (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين).

نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬قائمة

أول خطوة.. تحصن وحصن عائلة والتزم بالإجراءات الوقائية في كل وقت وفي كل ظرف ومهما كانت المعلومات الواردة، ثم ما سيحدث بعد ذلك هو بيد رب العالمين، وأود الإضافة ونحن نتحدث هنا عن دور الفرد والمجتمع، أن هناك شريحة وجدناها بالفعل تأخذ الأمور بعناد وهذا جزء من المشكلة، والبعض رأى أنه بدلًا من أن يلتزم أصبح يستهتر بدرجة أكبر، وهناك القسم الثاني وهو المؤمن بنظرية المؤامرة مع أنهم ونحن وغيرنا نرى ما يحدث ونقرأ ونتابع الإصابات والوفيات، ومع ذلك بقيت لديهم نظرية المؤامرة قائمة، أما القسم الثالث فهم المرضى النفسانيون من الأساس، وهؤلاء يمثلون خطرًا كما رأينا منذ بداية ظهور الفيروس في العديد من البلدان، كيف أن بعضهم تعمد نشر المرض من خلال السعال أو التسبب في نقل الفيروس للآخرين.

زيادة‭ ‬الجرعة‭ ‬الإيمانية

أما عن كيفية التعامل مع الوضع، فلابد من تأكيد أن من الأهمية بمكان الأخذ بالأسباب.. علينا أن نتحصن ونلتزم ونتوكل على رب العالمين، وأهم نقطة نريد تأكيدها كما أكدها كثيرون هي أخذ المعلومات من مصادرها وألا نتبع الشائعات، ومن الجيد أن نبتعد أو نقلل من قراءة الأخبار ومتابعة التفاصيل هنا وهناك من موقع إلى آخر ومن وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشاشات، ومن المهم أن نشدد على أخذ المعلومات من مصادرها دائمًا وأبدًا، ونؤكدها مرارًا، وكلما زدنا من الجرعة الإيمانية وعلمنا الآخرين خصوصًا أفراد الأسرة والأطفال حولنا، كلما أصبحنا أكثر قوة، وأعيد تأكيد الابتعاد عن كل ما يسبب زعزعة الاستقرار الداخلي والإصابة بالوهم.

ما‭ ‬ذنب‭ ‬الأطفال؟

لابد من تقليل الفزع وألا يؤثر الوضع على قراراتنا، وهذا ينسحب أيضًا على علاقاتنا الأسرية، لاسيما الأطفال الذين هم في حاجة لأن يعيشوا بأمان، وتخيل ما الذي يمكن أن يتعرض لهم الأطفال من أنواع "الفوبيا" حين يشاهدون الكبار وهو في خوف دائم.. إن ذلك قد يعرضهم للفوبيا المتعددة ما قد يسبب الوسوسة والرهاب الاجتماعي، فلا يجب أن نعيش في هذه الحالة وننقلها لأطفالنا، وكما رأينا في حالات كثيرة، أن أناس أصابهم الفيروس وهم في بيوتهم، لا تجمع ولا خروج ولا استهتار بل كانوا في التزام تام، إذن، كل المشاعر السلبية يمكن تحويلها إلى مشاعر إيجابية استنادًا إلى التوكل على رب العالمين.