+A
A-

يـــوم البيئــة العالمـــي

في‭ ‬ظروف‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬لماذا‭ ‬نخصص‭ ‬ملحقًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بيوم‭ ‬البيئة‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام؟‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬هناك‭ ‬ارتباط‭ ‬وثيق‭ ‬للغاية‭ ‬بين‭ ‬المحيط‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الإنسان،‭ ‬أي‭ ‬البيئة،‭ ‬وما‭ ‬يستجد‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬أو‭ ‬اعتيادية‭ ‬متكررة،‭ ‬وذلك‭ ‬الارتباط‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬القاهرة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬الناس‭ ‬يهملون‭ ‬متطلبات‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬اهتمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بالجهود‭ ‬الرامية‭ ‬لصيانة‭ ‬البيئة‭ ‬عبر‭ ‬الاستدامة‭ ‬ووضع‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬والتشريعات‭.‬

إن‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬بذلته،‭ ‬وما‭ ‬تزال،‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬والجوية،‭ ‬كبير‭ ‬للغاية،‭ ‬ولا‭ ‬يستهان‭ ‬به،‭ ‬لذلك‭ ‬سنضع‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬قرائنا‭ ‬الأعزاء‭ ‬ملفًا‭ ‬متكاملًا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بواقعها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬وفق‭ ‬الممكن،‭ ‬تأكيدًا‭ ‬للشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬والمسؤولية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬نحملها‭ ‬جميعًا،‭ ‬فشعار‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للبيئة‭ ‬للعام‭ ‬2021‭ ‬هو‭ ‬استعادة‭ ‬النظام‭ ‬الإيكولوجي‭.. ‬أي‭ ‬البيئي،‭ ‬وقد‭ ‬أولت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بتوجيه‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬وتشجيع‭ ‬التفاعل‭ ‬بمشاركة‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬بمختلف‭ ‬الطبقات‭ ‬والأعمار‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬البيئة،‭ ‬ولب‭ ‬الموضوع‭ ‬هنا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ركزنا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬محتوى‭ ‬العدد،‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬التوعية‭ ‬المستمرة‭ ‬للأجيال‭ ‬بالأخطار‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬عالمهم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬يفيد‭ ‬البلد‭ ‬والبيئة‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينتج‭ ‬جيلا‭ ‬يفيد‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬الوعي‭ ‬المتجدد‭ ‬يفيد‭ ‬الأجيال‭ ‬اليافعة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للبيئة‭ ‬لتنمو‭ ‬بالفكر‭ ‬الذي‭ ‬يجنبنا‭ ‬الكوارث‭ ‬البيئية،‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نورث‭ ‬طباعنا‭ ‬فقط‭ ‬لأبنائنا،‭ ‬بل‭ ‬نورثهم‭ ‬بيئتنا‭.‬

وفي‭ ‬رسالة‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬تضمين‭ ‬مختصر‭ ‬للنظر‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للبيئة؛‭ ‬ليبقى‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ضمن‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬إنسانية‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب‭ ‬والهواء‭ ‬العليل،‭ ‬فكيف‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستفادة‭ ‬له‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬لبيئته‭ ‬بعين‭ ‬الاهتمام؟‭ ‬وكيف‭ ‬تضخ‭ ‬له‭ ‬البيئة‭ ‬موارد‭ ‬لازمة‭ ‬للحياة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬بهذا‭ ‬الإهمال،‭ ‬وكيف‭ ‬لن‭ ‬يتأثر‭ ‬كوكبنا‭ ‬بالآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للإهمال‭ ‬البشري‭ ‬للثروة‭ ‬التي‭ ‬منحنا‭ ‬الله‭ ‬إياها‭ ‬لكي‭ ‬نبقى‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة؟‭ ‬فأقل‭ ‬ما‭ ‬نشكر‭ ‬به‭ ‬منح‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬هو‭ ‬العناية‭ ‬بها‭.. ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المحاور‭ ‬سنجدها‭ ‬ضمن‭ ‬تقارير‭ ‬ولقاءات‭ ‬ومقالات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصفحات؛‭ ‬إيمانًا‭ ‬بدور‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬المهم‭ ‬والحيوي‭ ‬في‭ ‬الإسهام‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬بصيانة‭ ‬بيئتنا‭ ‬وحمايتها‭.‬