+A
A-

سِر ٌ كَبير

بقلم طاهرة السيد محمود

في أحد الأيام ذهبت منى إلى المدرسة، والفرحة تغمر وجهها. في المدرسة لاحظت منى أن صديقتيها علياء ونور لا تكلمانها، وتتحدثان بصوتٍ منخفض، لا تسمَعه. وفي حصة الرياضيات كان الحل جماعيا لكل مجموعة، فانتهزت علياء ونور الفرصة، لإكمال حديثهما.

أما في حصة الرياضة، أخبرت علياء ونور المعلمة أنهما تشعران بالتعب، فجلستا على الكرسي وواصلتا الحديث. وفي وقت الاستراحة، جلست منى لوحدها حزينة. فجاءت لها علياء ونور، وسألتهما: لماذا لا تكلمانني؟! لكنهما لم تجيباها وانصرفتا. عادت منى إلى المنزل وهي تبكي، وأخبرت أمها بما حدث، وقالت: علياء ونور ليستا بصديقتي، وتخفيان عني سرًا. فما هو السِرُ الكبير؟! في المساء، طلبت منها أمها بأن تتزين وتخرج من غرفتها. استغربت منى من طلب أمها، ونفذته بتعجب! خرجت منى للصالة. مفاجأة! عيدُ ميلادٍ سعيد. علياء: هل عرفتِ لماذا لم نكلمكِ في المدرسة. نور: كُنا مشغولتين بالترتيب لحفلِ عيد ميلادك. فرحت منى كثيرًا وتعلمت ألا تُسيء الظن بأحد، مهما رأت أو سمعت، وعليها الانتظار والتأكد قبل الحُكم.

الأصدقاء لا يفترقون، فلا تسئ الظن بهم مهما حدث، وراء تصرفاتهم غير المعتادة.