العدد 5674
السبت 27 أبريل 2024
banner
احمد عبدالله الحسين
احمد عبدالله الحسين
خربشة ومغزى.. "الزمن الجميل.. حنين إلى ذكريات الماضي"
الأحد 24 مارس 2024

الزمن الجميل هو حنين إلى ذكريات الماضي يطال كثير من الناس، لأن فيه خميرة ذكريات تخثرت بحلوِها ومرِّها، منها ما هو في النّشاة والصبا، وآخر على صفحات الزمن العابر بسنواته ومحطاته عند الإنسان. ولطالما كان حنين الماضي فيه اِرتواء عاطفي أو كَدَر من بواقي. وبعض الكدر فيه له سوداوية مثل يدين تخنق العنق تبقى دون نفس، وتمثل جوهر الجرح حتى وإن امتلأ القلب والداخل بالشمس. هذه ذكريات لا نفع منها تدلق أشواكها في الفم وتجرح الجميع فيها. والموفق هو من يتجاوز ويتغافل هذا الكَدَر ويعيد أنتخاب المُفرح لينعم الذهن بمتعة ماضي يمد تفائل الحاضر. 

التذكر لما مضى يوقد جذوة يتجدد دفعها من حين لآخر بدواخل لا تُنسى، وهي محفورة وإن مضت سنين لأنها في لوزة الدماغ مركز الأحاسيس وردود الأفعال. هكذا حال حنين الذكريات، أحيانا هواجسها تنام مع صاحبها على المخدة. وهي مشاعر تُخبئ ما مرّ قطارُ الزمانِ به حتى خلّف أثلامهُ في الجِباه لم يمتحي، بل ينطق تعابير أحدهم ودِدتُ لو انّيَ لم أغدُ يوماً كبير. أو يقول؛
أرجع زمان الأمس من صفحاتِ
ما أجمل الأيام بعد فواتِ 
ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها
دوماً إذا ذاق الفؤاد بأهاتِ 

الباحثون ذكروا ظاهرة الحنين إلى الماضي هو ما أُطلق عليه نوستالجيا (nostalgia). لفظ مأخوذ من اللغة اليونانية، نستوس (nostos) وتعني الرجوع، وألجوس (algos) وتعني الألم. ولهذا عندهم نوستالجيا هو شعور نحو الحنين وتذكَّر أشياء أختفت من الحياة.

شغف النوستالجيا أحيانا تجذب أقران مرحلة زمنية بفضاء مشتركات ومؤججات من الذكريات تتداخل أحداثها بينهم. حتى يجدوا أنفسهم في حنين أعادة ماضي وكأنه حاضر بينهم يتمنون توقف الزمن فيه.
هنالك من يسبح خياله ذاكرا الماضي الجميل وصورته الرمزية بمضمونها في التواصل الاجتماعي وحُسن الجيره، والألعاب والتسالي، وبساطة البيوت والأزقة، والأفراح والأعياد، ولذة نطق بعض مفردات اللهجة العامية. كُلُّها تُرطب حنين وأثر الأيام الخوالي التي؛ 
يقنعنا فيها القليل
ونفرح دون تمثيل  
لا نعرف كثير دلال 
والحارة جميلة بما فيها 
مسرح للعيال 
والألعاب والتسال 
تشتاق لها كل يوم 
وتنتظر جديدها دوم   

تلك أزمان؛ 
نصحوا مبكرا 
وننام مع السرى 
نلبس ولا نتنافس 
نتقاسم ونتشارك
كل شئ عندنا 
مشاهد وملموس 
ولا نعرف الرقميات 
ولا الكترونيات 
الاسودِ والأبيض في التلفاز 
عجيب وجاذب
أيام؛ 
نكهة طعام الأمهات 
يفوح بالأزقة
والجيران أبوابهم مفتوحة
كأنهم واحد   
تتذكر؛ 
صحن يجمع الوالدين والأبناء 
والبنات بالنفانيف أميرات 
لا تطرف العين زيغ 
والطهر فطري مكنون 
إيّه يا تلك السنين 
عشناك ولا ننساك 
وخضرمنا إلى ما سواك 
في دنيا هي 
بحر متلاطم
صلاح وطلاح
وتقنيه ورقمية
نافع منها كثير
وغيرها ما له من دافع 
ماضي؛ 
كبرنا فيه
وحاضر نتعلم منه 
ومستقبل فأله لا يُبارح
مطوي وسانح  
ولا زلنا صغار كأننا 
فيَّ اطياف تلك الذكريات نقول؛
يا من سقانا كؤوس التذكر مترعة
نبكى بها بساط العمر لما طويناه

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .