العدد 5670
الثلاثاء 23 أبريل 2024
banner
جراحات التجميل بين الضرورة وبطر النعمة
الثلاثاء 23 أبريل 2024

تابعت في وسائل إعلام عربية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي قصة مذيعة معروفة قررت فجأة أن تجري عملية تجميل لدى أحد الأطباء، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد نتجت عن هذه الجراحة كارثة كبيرة لهذه المذيعة التي لم تكن في نظر الكثيرين بحاجة إلى تغيير في ملامح وجهها، فقد حدث خطأ طبي أدى إلى حدوث تشويه مفزع بوجه تلك السيدة التي أصيبت بهلع شديد ونشرت صورها في الصحف والمواقع وصفحات الفيسبوك على نطاق واسع. الحقيقة أنني في هذه الزاوية لم أرد مناقشة ما جرى من الطبيب صاحب تلك الجراحة وحدوث أو عدم حدوث خطأ، لكنني أردت مناقشة سعي السيدات دون حاجة حقيقية إلى تغيير خلق الله والعبث بوجوههن جريا وراء وهم التجميل!
إذا كان من حق الإنسان الذي ولد بعيب خلقي في فمه أو أنفه أو غير ذلك أن يجري جراحة لتعديل ذلك العيب، فما الذي يجعل مذيعة تلفزيونية تسعى لعمل تعديل في "شرطة" عينيها لتجعلها مثلا أشبه بالأعين اليابانية؟ المعروف لدينا في العالم العربي على وجه الخصوص أن المذيعات يكن على قدر وافر من جمال الشكل بغض النظر عن المضمون، وبالتالي لا حاجة مطلقا بعد أن أصبحت مذيعة يراها الجميع لكي تغير في شفتيها أو عينيها. الحقيقة المرة التي لا تسعى المذيعات في كثير من الفضائيات العربية إلى معرفتها هي أنهن بحاجة إلى تجميل المضمون وليس الشكل، وبحاجة لجراحات تجميل للنطق واللغة والثقافة العامة، ولابد أن يدركن أن جمال اللغة ليس أقل أهمية من جمال الشفاه والرموش، فهل هناك رغبة لدى أي منهن لإجراء هذه الجراحات الأكثر أهمية؟.

كاتبة وأكاديمية بحرينية
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .