العدد 2030
الثلاثاء 06 مايو 2014
banner
الانتماء بين رفيق الحسيني ومجيد العلوي إبراهيم بوصندل
إبراهيم بوصندل
لمن كان له قلب
الثلاثاء 06 مايو 2014

كتب الصديق الدكتور محمد رفيق الحسيني مقالا نشر بتاريخ 3 رجب 1435ه بجريدة “الأيام” بعنوان “قبر صعصعة بن صوحان العبدي بين الحقيقة والادعاء”.
وهو الجزء الأول من سلسلة مقالات عن هذا الموضوع. وأحسن الحسيني حينما استهل بالحديث عن التوحيد وفضله مستشهدا على ذلك بالآيات الكريمة ثم بالأحاديث الشريفة، ثم بكلام العلماء من مختلف المذاهب.
فأشار الكاتب إلى أعظم الآفات وأخطر المعاصي وهو الإشراك بالله تعالى، وحذّر من سبله وذرائعه ووسائله والتي منها الغلو في الصالحين وفي قبورهم، كما قص الله علينا في كتابه العظيم عن الأقوام السابقة.
تطرّق الكاتب إلى فضل البحرين وأهلها من حيث سبقهم إلى اعتناق الإسلام طواعية، وثبات كثير من أهلها حين ارتدت قبائل كثيرة، وكيف انحاز أهل البحرين لأمير المؤمنين الخليفة أبي بكر الصديق في حربه للردة والمرتدين.
وأخيرا وعد بمناقشة الموضوع التاريخي الرئيس وهو حقيقة مكان قبر صعصعة بن صوحان رضي الله عنه، وهل هو بالكوفة أم بالبحرين، وأقوال العلماء والمؤرخين في ذلك.
وما إن نشر المقال حتى انطلقت أبواق المخالفين له ومن وافقهم في تعظيم القبور من مدعي التأريخ، وقد أحسوا بخطورة هذه المناقشة رغم أنها لم تبدأ بعد، إذا ما استثنينا بعض تغريدات معززة بالوثائق في تويتر.
وبدلا من أن يناقشوا محاور المقال، سواء أهمية التوحيد أو خطورة الشرك، أو مخالفة الطائفين حول القبور والعاكفين عليها والناذرين لها والسائلين منها لشريعة الإسلام؛ سارعوا إلى مناقشة أمور أخرى فحاولوا التشكيك في نية الكاتب وأهدافه ومنهجه بل وفي أصوله أيضا!
قال نادر عبدالإمام: “رفيق الحسيني، نعلم أن لك جذورا طالبانية وترعرعت في كهوف تورا بورا ولك أصدقاء في غوانتنامو! أنت في البحرين بلد العلم والتاريخ لذا احترم نفسك”.
والحق يقال إن من ينبغي أن يطالب بالاحترام هو هذا “النادر” الذي لم يتحل لا بالعلم ولم يستشهد بالتاريخ في رده المأزوم، وإنما شرق وغرب وتساخف بالإشارة إلى أمور ليست من صميم البحث.
من جهته قال الوزير السابق مجيد العلوي ولعلها إشارة غير مباشرة للموضوع: “لا يتحقق الانتماء الحقيقي والصادق لوطن لم يحو ترابه رفات أجدادك!”.
ولا حاجة لي بالرد فقد كفانا محمد رفيق ورد عليه قائلا: “هل رفات الأجداد له علاقة بالوطنية! إن كان هذا صحيحا فإن المنافق ابن سلول أكثر وطنية من الرسول”!
يقصد كون رفات أجداد ابن سلول في المدينة، فكيف إذا ذكرنا بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي! فهل يكون كفار قريش والمدينة منتمين أكثر منهم!
وقال أيضاً: “هل شاه إيران أكثر وطنية من الخميني؟ الأول سلسلة أجداده دفنوا في إيران؛ والثاني: ليس جده بل أباه دفن في كشمير”! وأقول ترى هل يمكن أن يطرح العلوي مثل هذه المفاهيم في الدول الغربية!
أما بشار الحادي وجوقته فلجأوا إلى أسلوب آخر بعيد كل البعد عن المناقشة العلمية، فقال بشار: “هل نفي وجود سيدنا صعصعة بن صوحان العبدي من قبل الفئة المتطرفة في الضريح المشهور في عسكر هو تمهيد لاستهداف الضريح وتفجيره!!”.
هكذا قال من يصف نفسه بالمؤرخ! حيث استغل المناسبة للطعن كعادته ولم يناقش الموضوع بشكل علمي، ولعلي لا أجد في وصفه أكثر من قول أحد المفكرين البحرينيين: “أخشى أن يكون بشار الحادي هو مشروع “حسن فرحان مالكي” بحريني.
وقال عادل الذوادي: “ما عندكم أحد يفجر نفسه في ضريح صعصعة رضي الله عنه، يا أخي حتى لو كان الذي في القبر مسلما يجب أن يحترم”.
ولا ندري لماذا لجأ بشار وجماعته إلى موضوع احترام أو عدم احترام القبر، مع أنه أمر لم يطرح في البحث، ناهيك طبعا عن المفهوهم الخاص عن المقصود باحترام القبور.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .