+A
A-

السينما الخليجية بين الواقع والطموح في “العين السينمائي”

قال رئيس مهرجان العين السينمائي عامر سالمين المري في ندوة خاصة عن مشكلات السينما بالمنطقة بعنوان “السينما الخليجية بين الواقع والطموح” إن هناك ضرورة تحقيق معادلة الجمع بين تنفيذ أفلام فنية وتجارية في الوقت ذاته، تحقق النجاح الجماهيري؛ لأن ذلك الأمر سيؤثر على صناعة السينما في الخليج والإمارات بالتحديد وحضورها في المهرجانات المختلفة، إلى جانب مطالبات بوجود مؤسسات ومعاهد أكاديمية سينمائية تدعم جيل المستقبل من الفنانين المحترفين في صناعة السينما، فلم تعد هذه الأفلام الفنية موجهة للنخبة فقط، إنما تم تنفيذها بطابع مختلف تحقق المشاركات في المهرجانات وحصد جوائز، وفي الوقت نفسه تحقق النجاح الجماهيري لدى عشاقها في كل مكان.

- وأكد المنتج السيناريست البحريني فريد رمضان بأن السينما الخليجية صعبة الفهم، فكل مرة أدخل فيها إلى قاعة السينما كي أرى ما أتمنى، لكني أخرج أكثر إحباطا، مؤكدا أن السينما تمثل خطابا ثقافيا مهما، وأن من يتملك السينما يمتلك الصورة وقوة تأثيرها على الآخر، مشيرا إلى أن السينما تعد قوة عظيمة وخطيرة، ففي مصر وتونس تمت مواجهة تحديات فوضى الخريف العربي عن طريق السينما، فالدولة تكون أقوى دائما بالسينما والفن، وأن المشكلة الكبيرة لا يحتملها السينمائي الموجود؛ لأنه اصطدم بالواقع اليائس؛ بسبب أن هناك مسؤولين لا يعطون السينما حقها للأسف.

موضوع السينما الخليجية موضوع خطير جدا بالنسبة لي؛ لأن الدور الأساس ينبع من دور الدولة في تأسيس معاهد سينمائية ونشر الخطاب السينمائي بين المجتمع، فإذا أنت تريد أن تنقل ما عندك من ثقافة وتاريخ للعالم، يجب أولا أن تقدمها عن طريق السينما، ويجب أن تنحاز إلى السينما دائما بسحرها وقوتها وتآثيرها، ويجب على السينما أن تعكس ثقافتها خصوصا مع الطفرة الحالية بالخليج.

مشكلتنا في الدراما التلفزيونية، بأنها فقط للخليج وليست موجهة إلى لبنان أو العراق، فهي أبدا لا تحل مكان السينما أبدا، بالرغم من فكر البعض، ولا أعتبر التلفزيون هو وسيلة مخاطبة عكس السينما.

- وقال رئيس مهرجان عُمان السينمائي قاسم السليمي بأن تختلف السينما الخليجية عن السينما العربية في أنها ليست جماهيرية، إلى جانب أن الجمهور الخليجي أنفسهم لم يعتد دخول السينما في السابق، لكن حاليا بدأ الحراك السينمائي في المنطقة يخطو خطوة تلو الأخرى، لكن لا يزال الجمهور يحتاج وقتا؛ لكي يعتاد على سينما الخليج، ومن أهم المبادرات في سلطنة عمان هو استقطاب المنتجين للتصوير فيها؛ نظرًا للمناطق المثيرة للتصوير عندنا، وأضاف قاسم بأن هموم السينما الخليجية مشتركة، ويجب أن نتعاون في حلها؛ لان الهدف واحد. وأكد أن المهرجانات السينمائية تقدم مسابقات مختلقة لتأهيل صناع السينما الشباب وتحفيزهم على صناعة أفلام قصيرة وطويلة، ولكن يجب على الجهات المعنية بالفن مساعدتهم بشكل أكبر من خلال إنشاء مراكز ومعاهد سينمائية متخصصة، تسهم في تطويرهم في مجالات مختلفة

- وفي مداخاته، قال الناقد السينمائي عماد النويري إنه ألَّف العديد من الكتب التي تتناول القضية، منذ مهرجان البحرين السينمائي منذ 20 عاما، وقال إن أبرز صعوبات السينما بالخليج هي ثلاث: “الصناعة والفن والتجارة”، ووجد أنه بالنسبة للصناعة في دول الخليج ضعيفة بسبب عدم وجود أماكن تصلح للتصوير واستديوهات غير مجهزة، أما الفن الذي يتمحور في الفكر والمحتوى، فهو يتعرض للتحجيم بسبب الرقابة، ويأتي العنصر الأخير وهو التجارة، وهي مرتبطة في عالم السينما بالتوزيع، وهو الإشكالية الأهم والمشكلة الرئيسة في السينما الخليجية، خصوصا أن الفيلم الخليجي يعاني توزيعه محليا وخارجيا وسط احتلال السوشال ميديا اليوم التي ساعدت صناع السينما على تنفيذ أفلام تعبر عن أفكارهم وإبداعاتهم بحرية بعيدا عن مقص الرقابة.

- وعلق الفنان طارق العلي قائلا نحن كفنانين ننتقد كل الأوضاع، لكن أتمنى أن يتركنا السياسيون ويعطونا حرية الفكر، وأطالب بابتعاد الحكومة والتيارات الدينية عن الفن، فللأسف بعض المسؤولين عندنا عندما ندعوهم لمشاهدة مسرحياتنا يرسلون أولادهم فقط، أما هم، فلا يحضرون، فالنظرة إلى الفن لدينا أنه كلام لا معنى له، الموضوع اليوم هو أشبه بالإعلان الجيد عن المنتج، ونحن للأسف تفتقد ذلك في منطقتنا، فلا توجد عندنا هذه السياسة بالرغم من توافر كل المقومات، لكن فكرة صناعة النجم مثلا، ووضع أشخاص ليس لهم أي باع فني أو سينمائي يبعدنا عن التقدم”.

وأوضح العلي أن السينما الخليجية في حراك دائم ونتاجاتها أصبحت تحقق حضورها الفني الذي نفتخر به، لكنه شدد في الوقت نفسه في حاجة الشباب إلى الدعم والتسويق الجيد للأعمال السينمائية الخليجية. وأكد: “لدينا الطاقات والمؤهلات والإمكانات التي تساعد السينما الخليجية؛ لكي تكون منافسا قويا للأعمال العربية وكذلك الأجنبية الأخرى، ولكن ما ينقصنا هو التسويق الجيد والبحث عن رعاة لدعم المنتجين ماليا وتخلف بعض الذين يجلسون في كراسي اتخاذ القرارات السينمائية”. 

- وأوضح عميد المعهد العالي للسينما في القاهرة حسن التوني أن صناعة الافلام نفسها تحتاج فنانين مؤهلين يتمتعون بالحرفية، فإذا أراد صانع العمل الوصول بفيلمه إلى مهرجان، يجب عليه التركيز على المحلية والأعمال الإنسانية؛ لأنها الأقرب جماهيريا، وطلب إلى كل مهتم أن يتعلم الأساسيات أولا ومن ثم التحدث عن صناعة سينما التي اليوم أصبحت سهلة الإنتاج مع كل التقنيات الموجودة عند الشباب، فالصورة هي القوة التي لا نستطيع تقديمها بقوة.