+A
A-

وزير الداخلية: عملنا في ظروف أمنية دقيقة... وكافحنا الطائفية بتعزيز هويتنا الوطنية

الاحتفال بمئوية الشرطة يعيدنا إلى صفحات مشرقة من مسيرة البحرين المباركة

المشروع الإصلاحي الكبير هيّأ لإستراتيجية وطنية شاملة يَجني البحرينيون خَيرها اليوم وغدا

جلالته أحال الفوضى أمنا وأبدل العبث طمأنينة وسلاما ونادى الوطن والشعب إلى كلمة سواء صفحا وتسامحا

نقف مهابة وإجلالاً لمصابي الأمن المخلصين وشهداء الواجب الأبرار

رجال الشرطة يضحون براحتهم ساهرين في سبيل حفظ أمن البحرين وأهلها

نؤدي مهمتنا الأمنية في ظل حكم ملك عادل وشعب مخلص

تعلمنا من سيرة جلالتكم الوطنية أن التضحية من أجل البحرين شريان حياة من الوريد إلى الوريد

نجدد القسم ونعاهد جلالته على مواصلة العطاء وصون الأمانة لتبقى البحرين عزيزة شامخة

 

ألقى وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كلمة في الاحتفال الذي أقامته وزارة الداخلية، مساء أمس، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس شرطة البحرين، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، حفظكم الله ورعاكم وأدام عزكم.

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظكم الله ورعاكم

أصحاب السمو والمعالي والسعادة

أيها الحفل الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بكل معاني الحفاوة والإجلال، والتقدير والإمتنان، يطيب لي في هذه المناسبة الوطنية التاريخية؛ أن أرحب بالحضور الملكي السامي، وأن أُعبّر عن أصدق مشاعر الولاء والوفاء لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه؛ أصالة عن نفسي، ونيابة عن جميع منتسبي وزارة الداخلية، شاكراً لجلالتكم رعايتكم الكريمة الاحتفاء بمرور مئة عام على تأسيس شرطة البحرين. وتفضلكم بإصدار أمركم الملكي السامي، باستحداث وسامين؛ الوسام الملكي للشرطة، ووسام الخدمة الأمنية المميزة، وإننا جميعا نثمن ببالغ الشكر والامتنان هذه المكرمة الملكية السامية التي ستبقى محط فخر واعتزاز في مسيرة شرطة البحرين.

سيدي حضرة صاحب الجلالة،،

إن هذه الاحتفالية؛ تُعيدنا إلى صفحات مشرقة من مسيرة البحرين المباركة، والتي بدأت بواكير نهضتها في عهد مؤسس أركان الدولة الحديثة جدكم صاحب العظمة المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (طيب الله ثراه)، الذي أولى الجانب الأمني أهمية كبرى لضمان استتباب الأمن والطمأنينة، فأمر بتأسيس الشرطة لحفظ الأمن الداخلي للبحرين وأهلها، وحماية مقومات الدولة ومؤسساتها. ثم نظّم عظمته مهام الشرطة بإصدار ما عُرف بقانون البوليس الذي حدد واجباتهم، وبيّن حقوقهم.

إن ذكرى مرور مئة عامٍ على تأسيس شرطة البحرين؛ هي استنهاض لذاكرة الوطن، وعزائم الرجال، وهمم المخلصين الأوائل؛ الذين حملوا رسالة الحق، ورسالة العمل الأمني بكل تفانٍ وإخلاص؛ ليستحضروا لنا أمجاد حضارةٍ خالدة، ومسيرة أمنيّةٍ مباركة؛ لتظل على الدوام إرثاً أصيلاً للأجيال القادمة.

سيدي حضرة صاحب الجلالة،،

إنها البحرين العريقة، بحرين التاريخ، فكم مر في عمرها من رؤى مئوية، تُعانق المجد، والفخر والعلياء؛ حافظتْ وأكدتْ على عروبة هذه الأرض، وإن عهدكم الزاهر، يا صاحب الجلالة، ومشروعكم الإصلاحي الكبير؛ هيّأ لإستراتيجية وطنية شاملة؛ يَجني البحرينيون خَيرها اليوم وغدا بإذن الله باحتفاء واعتزاز وشكر وتقدير، لتبقى حاضرة في ذاكرة التاريخ لمواقفكم الإنسانية والقيادية، يوم أخذتم جلالتكم بأيدي الجميع ليتحدوا في سبيل رفعة البحرين وأهلها، فأنتم يا سيدي قائدٌ وهبكم الله حنكة القيادة؛ فقد أحلتم الفوضى أمنا، وأبدلتم العبث طمأنينة وسلاما، وناديتم الوطن والشعب إلى كلمة سواء صفحاً وتسامحا، وأعليتم البحرين رفعة ونهضة وشأنا ؛ وهي مساعٍ لا تُؤتى إلا بالإيمان، والإرادة، وحكمة البصيرة.

سيدي حضرة صاحب الجلالة،،

ستخلد الذاكرة، رؤيتكم الإصلاحية، وعدالتكم الدولية المشهودة، في بناء مملكة النهضة، والتي جعلتم منها دولة مدنية عصرية، فكانت توجيهاتكم السامية تمثل لنا منهجاً يضيء طريقنا؛ للنهوض بمسئولياتنا الأمنية بانضباط واقتدار.

واسمحوا لي، يا صاحب الجلالة، واقتداءً بنهجكم الملكي السامي في تقدير كل الجهود التي بذلها من سبقونا في خدمة الأمن، وتحملوا شرف المسئولية، والتي كانت إسهاماتهم البارزة على الدوام موضع تقدير جلالتكم، مما بعث في نفوس الجميع إحساساً نبيلاً بمكانة العطاء وقيمة البذل، فكل الشكر والثناء للبناة الأوائل الذين جعلوا من خدمة البحرين ورفعتها؛ شرفاً عظيماً،وغاية سامية.

وفي هذه المناسبة، نقف مهابة وإجلالاً لمصابي الأمن المخلصين، ولشهداء الواجب الأبرار، الذين قدموا أروع التضحيات في مسيرة الوطن، وبذلوا دماءهم سخية من أجل عزة البحرين وحفظ أمنها واستقرارها، لتبقى ذكراهم العطرة مصدر إلهام وفخرٍ وعزيمة.

ويشرفني هنا أن أشيد بجهود كافة منتسبي وزارة الداخلية الأعزاء ضابطاً وضابط صف وأفراداً وكذلك الكوادر المدنية، إذ لم يدخروا جهداً إلا بذلوه في سبيل حفظ أمن الوطن، فقد عملنا يا سيدي في ظروف أمنية دقيقة، وكنا ننشد تحقيق العدالة دون سواها، وكافحنا أي نهج للطائفية؛ بتعزيز هويتنا الوطنية، وأعلينا مصلحة الوطن وأغليناها على غَلاء النفوس، واضعين نصب أعيننا تحقيق الاستقرار والطمأنينة والمحبة والإخاء بين الناس؛ يدفعنا إلى ذلك ولاؤنا الدائم لجلالتكم، وإيماننا الراسخ بحماية هذه الأرض الطيبة ومن يقيم عليها.

كما يطيب لي أن أتوجهَ بتحيةٍ خالصةٍ إلى عائلات الشرطة وذويهم الذين بادلوا الوطن حباً بحب، وغرسوا في نفوسِ أبنائهم الانتماء الوطني.

سيدي حضرة صاحب الجلالة حفظكم الله ورعاكم

إن أي نجاح أمني حققناه، هو لأننا ولله الحمد نؤدي مهمتنا الأمنية في ظل حكم ملك عادل، وشعب مخلص.

وإذا كان رجال الشرطة يضحون براحتهم، ساهرين في سبيل حفظ أمن البحرين وأهلها، فأنتم يا صاحب الجلالة العين الساهرة على أمننا جميعاً.

ولقد تعلمنا من سيرتكم الوطنية- يا سليلَ المجدِ والعُلا-، أن التضحية من أجل البحرين شريان حياة من الوريد إلى الوريد، وإننا في هذا اليوم التاريخي، نجدد القسم ونعاهدكم على مواصلة العطاء وصون الأمانة، لتبقى البحرين، عزيزة شامخة بإذن الله.

واللهَ أسأل؛ أن يحفظ جلالتكم قائداً وبانياً لنهضة مملكة البحرين،وأن يؤيدكم بالنصر والتمكين، إنه نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته