+A
A-

العاهل: لا مكان بيننا لمن يتطاول على القانون

- نسيجنا الوطني الحي هو خط دفاعنا الأول

- وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تكون للإصلاح لا الهدم

- وجهنا للتعامل بحزم مع من يتطاول على القانون

- رجال البحرين ونساؤها أثروا المسيرة الوطنية

استقبل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة،  في قصر الصخير أمس، المهنئين من أهالي محافظات المملكة؛ الجنوبية، العاصمة ، المحرق، والشمالية، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وذلك في إطار اللقاءات التي يحرص جلالته على عقدها مع رجالات البحرين الكرام في هذا الشهر الفضيل.
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة من آيات  الذكر الحكيم ، ثم تفضل جلالة الملك بإلقاء الكلمة السامية، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نشكر لكم بداية وصلكم الطيب الذي نسعد به على الدوام، ونحييكم في لقاء سنوي نحرص على إقامته ابتهاجا بقدوم شهر الرحمة والغفران بقيمه ومعانيه النبيلة الداعية للخير والصلاح، فتهانينا الخالصة لكم جميعا على بلوغ أيامه المباركة، سائلين المولى أن يتمم علينا فضله بقبول صالح أعمالنا فيه.
الحضور الكريم، يحدونا الفخر والاعتزاز بمواقف أهل البحرين في المحطات كافة، وعلى مر العهود، فقد كان لرجالها ونسائها، على حد سواء، خطاهم الثابتة في إثراء مسيرة البناء الوطني عطاءً ، وعلما، وعمرانا، حيث عملوا بكل إخلاص على رعاية ثوابتنا الوطنية وتأصيل قيمنا الإنسانية، مجسدين في ذلك أرقى وأرفع درجات المسؤولية أمام كل ما يمس أمننا واستقرارنا.
وإننا لعلى قناعة تامة بأن “نسيجنا الوطني الحي” لهو خط دفاعنا الأول لتماسك جبهتنا الداخلية، بقدرتها الثابتة على صد أشكال العنف والتطرف كافة، وإحباط أي محاولات لإثارة فتن شق الصف، بالابتعاد عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي يجب أن تستخدم لما فيه خير البلاد وشعبها، وأن تكون معول إصلاح لا هدم، ولقد وجهنا في هذا الشأن، الأجهزة الأمنية المختصة لوضع حد لذلك وبحزم، ولا مكان بيننا لمن يتطاول على القانون.
ولا يسعنا في إطار ما تشهده ظروفنا الإقليمية من تطورات ومستجدات، إلا أن نشيد بالجهود الكبيرة التي يبذلها أخونا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي نرحب بمبادراته السبّاقة ودعوته الكريمة لنا بالمشاركة مع الإخوة قادة الدول العربية والإسلامية في اجتماعات مكة المكرمة، مؤكدين وقوفنا بجانب مساعيه المباركة من أجل توحيد مواقف المسلمين وإعلاء شأنهم.
وفي الختام، لا يسعنا إلا الترحيب بكم مرة أخرى، وأن نعرب لكم عن سعادتنا البالغة بلقائكم والسؤال عن أحوالكم والاستماع إلى تطلعاتكم، مبتهلين إلى الله عز وجل، أن يعم السلام والوئام بين شعوب العالم أجمع، وأن يُعيد علينا موسم الطاعات والعبادات والجميع بأفضل حال، ووطننا الغالي يزهو بأمنه ورفعته ورخائه، إنه سميع مجيب الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  
ثم تشرف أهالي المحافظات بالسلام على جلالة الملك، حيث رفعوا خالص التهنئة والتبريك وأطيب الأمنيات إلى جلالته بهذا الشهر المبارك، ضارعين الى المولى أن يعيده على جلالته بوافر الصحة والخير والسعادة، وأن يوفقه لمواصلة قيادة مسيرة النماء والتطور لتعزيز نهضة الوطن ومكتسباته وتحقيق تطلعات أبنائه في مزيد من التقدم والازدهار والرخاء.
 معربين عن سعادتهم بلقاء جلالته وعميق شكرهم وامتنانهم لما يوليه جلالته من اهتمام ورعاية بمصالح وقضايا المواطنين وتأمين الحياة الكريمة لهم على المستويات كافة، وما تشهده محافظات المملكة من مشروعات تنموية وإسكانية وتطويرية كبيرة بفضل توجيهات جلالته السامية الكريمة.
وقد بادلهم جلالة الملك التهنئة بهذا الشهر الفضيل ووجه الشكر إليهم، سائلاً الله أن يعيدها على أهل البحرين جميعاً بالخير والأمن والإيمان.
 وبمناسبة اللقاء الميمون بين صاحب الجلالة وأهالي محافظة العاصمة رفع محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة إلى المقام السامي لعاهل البلاد خالص الشكر وعظيم العرفان بمناسبة استقبال جلالته أهالي محافظة العاصمة للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، وقال: إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نحظى بلقاء جلالة الملك بحضور هذا الجمع الطيب من أهالي محافظة العاصمة، مهنئين جلالة الملك والأسرة المالكة الكريمة وحكومة وشعب مملكة البحرين بالشهر الفضيل، داعين المولى العزيز الحميد أن يعيده على جلالته وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات إنه سميع الدعاء.
وقال المحافظ: إن تفضل جلالته بلقاء أبناء المحافظة سنويا في الشهر الكريم سنة حميدة انتهجها حكام البحرين منذ القدم، وورثها جلالته عن آبائه وأجداده، وهي تعكس قرب الحاكم من أبناء شعبه، وحرصه على الاستماع إلى طموحاتهم احتياجاتهم عن كثب، والتوجيه لحلها، وحرصه أيده الله على توفير الحياة كريمة لكل أبناء شعب البحرين.
وأكد المحافظ أن ما تشهده محافظة العاصمة، وعموم مملكة البحرين، من تقدم وازدهار مستمر، يأتي بفضل اهتمام ومتابعة وتوجيهات جلالته بتوفير الخدمات الأساسية وفق رؤية حكيمة ومتبصرة، ولتحقيق النجاح والتميز والريادة والتنمية المستدامة، وما نراه اليوم على أرض الواقع من تطور وعمران وازدهار هو النتيجة المباشرة لتلك الجهود والتوجيهات والمتابعة، حتى أضحت البحرين اليوم نموذجاً يشار إليه بالبنان، ومثالاً للتقدم والتطور.
مضيفا المحافظ أن هذا اللقاء يعد فرصة لأهالي محافظة العاصمة لتجديد العهد والولاء والبيعة للمقام السامي لصاحب الجلالة، وللتأكيد على التلاحم والترابط بين القيادة الحكيمة وأبناء هذا الوطن الغالي، وبأن كل ابناء شعب البحرين الوفي يقفون بنيانا مرصوصا خلف جلالته حفظه الله ورعاه، داعمين لمشروع جلالته الإصلاحي من أجل حاضر مملكة البحرين ومستقبلها الزاهر بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي.
وختم  المحافظ بيانه بالدعاء إلى المولى عزّ وجّل أن ينعم على جلالة الملك بطول العمر وأن يديم على جلالته موفور الصحة والعافية، وأن يحفظه لمواصلة مسيرة الخير والنماء والإصلاح لمملكتنا العزيزة.