+A
A-

الرميحي: منظومة إعلامية متكاملة بوجه الخطاب المتآمر

أكد وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي أن وسائل الإعلام والاتصال تشهد بجميع أشكالها التقليدية والحديثة تطورات متلاحقة وغيـر مسبوقة.

وأضاف أن وسائل الإعلام لم تعد مجرد قنوات لنشر الأخبار وتداول المعلومات أو الترفيه، بل ‏تحولت إلى صناعة عالمية ضخمة ومؤثرة، من أبرز مؤشراتها: تزايد الإنفاق العالمي على الإعلام بنسبة إلى 1.7 تريليون دولار ‏سنويًا، يمثل الإعلام الإلكتروني أو الرقمي نسبة 45 % منه، وارتفاع أعداد القنوات الفضائية الخاصة، من بينها (963) قناة عربية خاصة تمثل نسبة 86 % من إجمالي القنوات الفضائية العربية، وزيادة أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي إلى 37 % من سكان العالم، من بينهم 193 مليون مستخدم عربي يشكلون قرابة نصف سكان الوطن العربي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح في الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات 2018، الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بتنظيم من المجلس الأعلى للأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بعنوان “المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر”

وأورد أن “وسائل الإعلام والاتصال أثبتت دورها الحيوي كسلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول، حتى أن قيمة الإنفاق العالمي على قطاع الإعلام والاتصال تجاوزت حجم الإنفاق العسكري عالميًا، والمقدر بنحو 1.67 ‏تريليون دولار بحسب إحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام للعام 2015، وتعادل نسبة كبيـرة تصل إلى 2.5 % من إجمالي الناتج المحلي العالمي”.

وأوضح في كلمته: قال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فالحمد لله على نعمة الإسلام، متسائلا أين الإعلام من سماحة هذا الدين العظيم وتعاليمه؟

وقال: دائمًا ما نتحدث عن الإعلام في مواجهة الأزمات، فاسمحوا لي في هذه اللحظات أن أتحدث عن الإعلام إذا كان هو الأزمة.

وأردف: في العام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت لم يكن المشاهد الخليجي يعرف الفضائيات. ولا يعرف غير هذه القنوات (القنوات الرسمية)، وفي العام 2003 عند سقوط بغداد لم تكن هذه البرامج موجودة (تويتر، انستغرام، سناب، يوتيوب واتساب). وفي العام 2011 كان صناع ما يسمى بالربيع العربي قد دخلوا موسم الحصاد، فكانت النتائج المدمرة لدول أصبحت بقايا دول.

وأضاف: من رسخ ثقافة الصراخ والتحريض على الكراهية في الإعلام العربي؟ هل الصوت العالي والتطاول على الأديان والمذاهب والرموز الوطنية هي حرية التعبير التي يبحث عنها المواطن العربي؟

وتابع: من تلاعب بمشاعر المواطن العربي وتاجر بقضاياه وحاجاته ومارس التسييس لكل احتياجاته بخطاب فيه من الكراهية المقيتة التي لم نعتد على سماعها، حتى أصبح ظهور عدد من المتحدثين يفتون بقتل الناس أمرا غيرا مستنكر لدى دكاكين حقوق الإنسان.

وتساءل: لماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ؟ ولماذا تصرف قطر المليارات على إعلام يهدف لإسقاط الأنظمة العربية وتهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية؟

واستكمل بالقول: لماذا سوقت الجزيرة القطرية حصريًا خطابات جميع قادة الإرهاب بلا استثناء وتبث أفلام المختطفين وتوصل رسائل غير مباشرة على حسن معاملة الخاطف، ولماذا تستخدم الجزيرة القطرية مصطلحات إيجابية وتؤكد دائمًا إسلامية كل الجماعات الإرهابية... وفي استفتاءاتها تكشف عن رأسها حين تقول: “هل تؤيد انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؟” و “هل تعتبر تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لصالح المنطقة؟”.

قال الوزير: من هنا يجب أن تكون لدينا منظومة إعلامية متكاملة؛ لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعا وليس ردود الأفعال.. فالشعوب العربية اليوم ترى حجم المؤامرة على المملكة العربية السعودية والخليج العربي والوطن العربي الأكبر.. هذه الهجمة غير أخلاقية من خلال منظومة إعلامية استمرت لأكثر من 20 سنة كان الشارع العربي مغيبا عنها، مستخلصا: نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول يمارس رسالته الوطنية في التوعية بأمانة ونزاهة وموضوعية، والتمسك بآداب وأخلاقيات المهنة، باعتباره خط الدفاع الأول في الحفاظ على مكتسباتنا التنموية والحضارية، وحماية أمننا القومي.