+A
A-

الأسد أعطى الضوء الأخضر لضرب إدلب بالكيماوي

نزح أكثر من 30 ألف شخص من محافظة إدلب ومحيطها منذ مطلع الشهر الجاري، مع تصعيد دمشق وحليفتها موسكو القصف على المنطقة المعرضة لأن تشهد، وفق الأمم المتحدة، “أسوأ كارثة إنسانية” في القرن الحادي والعشرين جراء هجوم وشيك عليها. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار وتقارير مخابراتية، أن الرئيس السوري بشار الأسد أعطى موافقته، مؤخرا، على استخدام غاز الكلورين في الهجوم على آخر معقل للجماعات المسلحة في محافظة إدلب شمالي البلاد.

واتخذ الأسد قراره “الحاسم” على الرغم من توالي التحذيرات الدولية، وتوعد الولايات المتحدة بالرد على دمشق، في حال شنت هجوما بالسلاح الكيماوي على إدلب التي يعيش فيها 3.5 مليون إنسان. وأوردت “وول ستريت جورنال”، أن الرئيس ترامب هدد بشن هجوم كبير على بشار الأسد، في حال أقدم على ارتكاب مجزرة كبرى بإدلب التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ملجأ للنازحين من محافظات أخرى، كما صارت مقصدا لعشرات الآلاف من المقاتلين الذين حاربوا النظام في السنوات السبع الماضية.

وأخفقت جهود ودعوات دولية في تفادي المواجهة بمحافظة إدلب، كما لم تنجح قمة ثلاثية عقدت مؤخرا بطهران بين تركيا وإيران وروسيا في تجنب “السيناريو الدامي” المنذر بحصيلة إنسانية ثقيلة. وعقب هذا التعثر، بدأ جيشا روسيا وسوريا غاراتهما العسكرية في المحافظة، بينما نزح الآلاف إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري، في محاولة لإنقاذ حياتهم وسط مخاوف أنقرة من أن تؤدي الحملة العسكرية إلى تقاطر طالبي اللجوء على حدود تركيا الجنوبية.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دي لاتر، خلال اجتماع لمجلس الأمن، الأسبوع الماضي، إن سوريا أصبحت مرة أخرى على شفير الهاوية مع اقتراب هجوم إدلب.

في غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون، إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تدرس عدة خيارات عسكرية، لكن الرئيس ترامب لم يحدد بعد الأمر الذي يستدعي أن تبادر الولايات المتحدة إلى الرد بسببه، وما إذا كان الجيش الأميركي سيستهدف القوات الروسية أو الإيرانية التي تساعد نظام بشار الأسد. وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “نشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في وتيرة العنف التي أدت إلى نزوح أكثر من ثلاثين ألفاً في المنطقة. هذا أمر نراقبه عن كثب”.