+A
A-

أغنيات الزمن الجميل... هل يسمعها الشباب ويعرف حكاياتها؟

عابر هو السحر الذي يحمل في طياته إرث الزمن الغنائي الجميل من عشق، شجن، وفرح.. فأغنيات فيروز، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، وغيرهم من رواد الأغنية القديمة، تعج بالمشاعر والحكايات، فهل لازال بريقها يدفع الشباب للاستماع لها راهنا؟ وهل يعرفوا القصص الواقعية التي قامت عليها؟ “مسافات البلاد” استطلعت آراء عدد من الشباب إزاء ذلك.

أنا لحبيبي

يقول خالد حسن بوجيري إنه غير مستمع للأغنيات القديمة. ويؤكد” أنا لست من الأشخاص الذين يستمعوا إلى الأغاني القديمة، لكنني أعشق أغنية “أنا لحبيبي” لفيروز التي أعشق صوتها، فهو يجبر الشخص على الاستماع لما يتوافر فيه من سحر جاذب، وأعلم أن بعض الأغنيات القديمة مبنية على قصص حقيقية لكني لا أعرفها”.

 

لا جاذبية

تشير شريفة المحفوظ إلى أن الأغنيات القديمة لا تجذبها. وتقول “لا أفضل الاستماع للأغاني القديمة لأنها لا تجذبني، فأنا أستمع لأغاني كاظم الساهر المصنوعة بكل حب، لكني أحيانا أستمع لأغاني فيروز الشهيرة مثل “نسم علينا الهوا”، و”فايق ياهوا”، ولا أعرف الحكايات التي بنيت عليها أغاني الزمن الماضي، سواء تلك التي تعود لفيروز، أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وغيرهم لأني ببساطة لا أستمع إليها”.

 

نكهة خاصة

ويلفت عيسى علي إلى أن أغنيات الزمن الماضي لها نكهتها الخاصة. موضحا “لا شك بأن أغاني الزمن الماضي لها نكتها الخاصة المميزة عن أغاني الوقت الحالي، فسابقا كان المغنون يغنون للحب، أما الآن فتعتبر الأغاني مجرد سلعة لتحقيق الربح المادي لا أكثر. ولا يستطيع أي شخص إنكار أهمية الموسيقى التي تساعدنا في الهروب من مشاكل الحياة.

ويؤكد عشقه للأغنيات القديمة بالقول “كل مغن ومغنية لهم معزة في قلبي، لكن سميرة سعيد أحب جدا الاستماع إليها، لاسيما أغنيتها “جانا بعد يومين”، وأستمع أيضا لأغنية السيدة فيروز “بكتب اسمك يا حبيبي”، “سواح” لعبد الحليم حافظ التي عرفتها من الوالد، وأكيدا أستمع لأغاني الملكة أحلام القديمة مثل “قول عني ماتقول”، و”تدري ليش ازعل عليك”. وأغنية “الزينة لبست خلخالا” لسمير يزبك، والتي عرفتها من برنامج الهواة أرب آيدول”.

وعن مدى معرفته بالقصص التي قامت عليها الأغنيات القديمة. يفيد “أعرف قصة أغنية “قتلوني عيونه السود” لوديع الصافي التي جاءت كرسالة لمعشوقته المتميزة بسواد عينيها”.

 

أسطورة فن

تعتبر أمل علي أن عبد الحليم حافظ أسطورة فن وصوت لا يتكرر. موضحة “أفضله كرائد للأغنية القديمة فهو من المغنيين الذين نراهم أسطورة في الفن، فعبد الحليم له روح ووقفة في المسرح لا تنسى، وله ألحان فريدة ومختلفة مع عبد الوهاب، وكل شي يقدمه مكملا بعضه، ومتقنا بشكل لا أحد يمكن أن يأتي بمثله. وتذكر بأنها تستمع للأغاني القديمة لجوليا بطرس، عبد الحليم حافظ، وردة الجزائرية، وفيروز قليلا.

وتروي أمل حكاية أغنية تعرفها لعبد الحليم وهي “فاتت جنبنا”. فتقول “بدأت بفتاة كانت تمر على حليم وصديقه الحميم، فكان عبد الحليم منشغل فيها، وكان يقول لها “أنا بفكر ليه، وبشغل عمري ليه”، فكانت تبتسم لصديقه وليس له، فعبد الحليم كان يسأل نفسه، ويقول لماذا لا تقصدني أنا؟، لماذا لست أنا لماذا؟ فكان يسأل نفسه “هل هو حس بيها زي ما أنا حسيت وهل انشغل زي ما أنا انشغلت”، واستمر بالتفكير على هذا النحو، وهو ضاحك على نفسه، ومهموم بنفس الوقت، فلم يتغلب على دموعه وشكواه، فأعلنها وقال: “أنا حبيتها أيوه وانتظر جوابها”، وكان الجواب: “أنا بالأول بضحك لك يا أسمراني “.

 

نبرة جميلة

وتذكر نعيمة حاجي أنها تفضل الاستماع لأغاني وردة الجزائرية القديمة لنبرة صوتها الجميل الذي جعلها تحتل مكانة بين عمالقة الفن”وأبرز أغاني وردة التي أستمع لها هي بتونس بيك، وفي يوم وليلة، وأستمع للكثير من الأغنيات القديمة كأغاني ماجدة الرومي مثل كلمات، اعتزلت الغرام، وفيروز مثل كيفك إنت، عبد الحليم حافظ مثل زي الهوى، كامل الأوصاف، ويا مالكاً قلبي”.

وبشأن الأغنيات التي تعرف حكايتها. فتقول “أعرف قصة أغنية (بودعك) لوردة، وملحنها (بليغ حمدي)، وكان سبب الأغنية الانفصال الفني والانساني بين الثنائي وردة وبليغ، فقد صادف بليغ سوء الحظ في نهايتها بعد قضيته المشهورة، وهي انتحار إحدى الفتيات من شرفة منزله في ظروف غامضة، وأُجبر بليغ حمدي بعدها على مغادرة مصر لمدة 5 سنوات قضاها في باريس وغيرها من الدول، فكانت أسوأ سنوات عمره، حيث تدهورت حالته الصحية، وفي منفاه الإجباري أرسل بليغ لوردة أغنية «بودعك» التي كتب مطلعها وأكملها الشاعر الغنائي منصور الشادي، وكانت آخر ألحانه لعشقه الفني والإنساني الوحيد وردة.