+A
A-

هل يقع المسرح البحريني ضمن أجندات المواطن؟

إن المتابع للواقع الحالي الذي آل إليه الاهتمام الجماهيري بالمسرح البحريني، لابد أن تثار في ذهنه العديد من الاستفهامات المتعلقة بمدى إقبال المواطن العادي على العروض المسرحية راهنًا، والظروف المحددة لأسباب عزوف البحرينيين أو حضورهم لها، فسابقا لاسيما في فترة التسعينات، كان مسرحنا يحظى بدعم  جماهيري منتظم، أما حاليًّا، وفي ظل انتشار رقعة الدراما والفضائيات تضاءلت متابعة المواطن له. وبصدد ذلك جست “البلاد” نبض عدد من المواطنين لرصد وقياس تفاعلهم مع مختلف النشاطات والفعاليات المسرحية.

خمود واجتهادات

يرى مسئول التسويق والمبيعات حسين الحداد (23 عامًا) أن المسرح البحريني متميز سابقًا، لكنه يشهد خمودًا بالوقت الراهن. ويقول: في الفترة الأخيرة كانت هناك اجتهادات شخصية من قبل العديد من الفنانين، ولكن لم تلق اهتمامًا من قبل المسئولين فعاد الخمود للمسرح. ويشير الحداد إلى عدم معرفته للمسارح الأهلية البحرينية، وأنه غير مهتم بمتابعة وحضور العروض المسرحية.

اهتمام وتطور ملحوظ

يعتقد طالب الهندسة المدنية عمار جميل (22 عامًا) أن المواطن مهتم بنتاجات المسرح البحريني “فهو يحضر العروض المسرحية في مناسبات خاصة كالعيد”. ويلفت إلى أن المسرح يشهد تطورًا ملحوظًا يجب تعزيزه بالدعم، وبالنسبة للمسرحيات التي حضرها. فيقول “آخر مسرحية حضرتها كانت “مافيا سكراب 2”، وأنا على الرغم من عدم معرفتي للمسارح الأهلية البحرينية، أهتم بحضور العروض لأقدم الدعم لمواهب الممثلين البحرينيين”.

المسرح التجاري والاستقطاب

يذكر طالب إدارة الأعمال محمد ناصر العصفور (20 عامًا) أن المسرحيات التجارية تلقى اهتمامه أكثر من نظيرتها الجادة “فأنا أهتم بالعروض المسرحية التجارية كونها تقدم طرحًا فكاهيًّا مثل مسرحية “مافيا سكراب” التي حضرتها مؤخرًا”.

ويصف مستوى النتاج المسرحي البحريني بالجيد “المسرح البحريني جيد، ويشهد تطورًا ملحوظًا يستقطب المشاهدين سنويًّا بشكل أكبر”. ويشير إلى معرفته بعدد من المسارح الأهلية البحرينية المستقلة كمسرح الصواري.

الشغف المسرحي واللاعزوف

تلفت طالبة العلاقات العامة فاطمة الماجد (21 عامًا) إلى أن رغم التحديات التي يواجهها المسرح البحريني، إلا أنه مشتعل بطاقاته، وغني بالمسرحيين الذين يدفعهم شغفهم دومًا للعطاء. وتؤكد اهتمامها بحضور المسرحيات لإيمانها بأن الشغف والدعم هما الحجر الأساس لاستمرار أغلب النشاطات” فإننا نرى الشغف في نتاجات المسرحيين البحرينيين، وهم يحاولون خلق التجارب رغم كل التحديات، فبالتالي إن أقل ما يمكن تقديمه كمواطن عادي للمسرح البحريني هو الحضور كنوع من الدعم المعنوي”. وتقول الماجد إن آخر مسرحية حضرتها هي “الطوامير”. وتشير إلى معرفتها بالمسارح الأهلية البحرينية  كالصواري، الريف، أوال، وجلجامش.

وتنفي الماجد عزوف المواطن البحريني عن المسرح. بالقول “لا أعتقد إن المواطن البحريني يعزف عن المسرح، فعلى الرغم من أن أغلب التفاعل مع العروض المسرحية يكون في فترة المناسبات فقط، ولكن بشكل عام أجد أن الحضور يزداد يومًا عن يوم للمسرحيات البحرينية، وثقة الجمهور بالمسرح البحريني أخذت بالازدياد”.

  

المسرح والظلم الإعلامي

يؤكد موظف شركة الاتصالات راغب الدخيل (32 عامًا) امتلاك المسرح البحريني طاقات إبداعية كبيرة ظلمها الإعلام المحلي “فمن وجهة  نظري كمتابع غير متعمق للمسرح، أرى أن مسرحنا يفتقر لتسليط الضوء فقط، أما من ناحية الكوادر فهو مفعم بالطاقات الكبيرة جدًّا، التي تبهرني كلما سنحت لي الفرصة لمشاهدة إبداعاتها”.

ويعبر الدخيل عن اهتمامه بالمسرح البحريني “فأنا أحاول اقتناص الفرص كلما رأيت إعلانًا عن مسرحية بحرينية أو مهرجانًا مسرحيًّا لأحضرها، كما أنني أفضل المسرح الهادف الذي يكون ذا نتاج مفيد يترك بصمة في المشاهد”.

وبالنسبة لآخر مسرحية حضرها يفيد “آخر مسرحية حضرتها هي مسرحية الكراسي، التي عرضت في مسرح المتحف الوطني، وقد تركت فيني قناعة قوية جدًّا بأن المسرح البحريني لا يقل أهمية عن باقي المسارح في الوطن العربي”.

أما بالنسبة للمسارح الأهلية البحرينية التي يعرفها. فيقول “أسماء المسارح بالتحديد أجهلها، ولكن ما أذكره هو مسرح الصواري”.

توافق المشاركون على إبداع المسرح البحريني وتطوره الملحوظ في الوقت الراهن، واختلفوا بالنسبة للعزوف والإقبال، فمنهم من رأى أن الجمهور لا زال حاضرًا في المحافل المسرحية المحلية، ومنهم من وجد أن المسرح التجاري القائم على الفكاهة يلقى اهتمامًا جماهيريًّا بشكل أكبر من نظيره النخبوي. في ضوء ذلك يبقى الرهان قائمًا على بناء وعي جاد وحقيقي لدى المواطن البحريني بأهمية حضوره المنتظم للعروض المسرحية البحرينية لدعمها ودفعها نحو التطور، والإسهام في إبراز الطاقات الفنية الإبداعية سواء للممثلين، المخرجين، وكافة المعنيين بصناعة المسرح، فالجمهور هو العنصر الأكثر تأثيرًا في نجاحه.