+A
A-

جلالة الملك: شهداؤنا فخر لكل أبناء البحرين ونبراس مضيء للأجيال

تفضل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فشمل برعايته الكريمة أمس مراسم يوم الشهيد والذي أقيم في قصر الصخير، بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

ولدى وصول الموكب السامي لجلالة الملك، ترافقه كوكبة من الخيالة، كان في الاستقبال القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ورئيس الحرس الوطني الفريق الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، ووزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة .

ثم توجه صاحب الجلالة الى المنصة الرئيسية، حيث عزف السلام الملكي.

وبعد تلاوة آي من القرآن الكريم، أطلقت المدفعية طلقة واحدة، ثم وقف الجميع دقيقة صمت، بعدها أطلقت المدفعية طلقة واحدة للإعلان عن نهاية الصمت.

بعد ذلك عزفت الفرقة الموسيقية اللحن الأخير.

ثم ألقى رئيس الدائرة الشرعية بمحكمة التمييز خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان خطبة ودعاء الشهيد:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

دعــاء للشهــداء فـي يوم الشهيد 29 ربيع الأول 1439هـ - 17 ديسمبر 2017

حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظكم الله ورعاكم،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

جنود الوطن البواسل الأبطال،

الإخوة والأخوات الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

يقول الله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ، أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” ويقول صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الشهادة، والشهيد: يُؤْتَى “بالشهيد” مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ خَيْرَ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّ، فَيَقُولُ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِيَ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا رَأَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ”... بعد شكر الله تعالى، نتقدم بالشكر والتقدير والامتنان، لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، الذي خصص هذا اليوم السابع عشر من شهر ديسمبر من كل عام، يوماً للشهيد، تخليداً ووفاء وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن.

فتحية إجلال وإكرام، ملؤها المحبة والافتخار، لكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن دينهم وأوطانهم، وذوداً عن شرفهم وحقوقهم وشرعيتهم وفي هذه المناسبة الجليلة نرفع أكف الضراعة والأيدي إلى المولى العلي القدير. ونقول داعين: اللهم يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ويا رب الأرض والسماوات،،

نسألك اللهم بأن تتقبل شهداءنا الأبرار، وتدخلهم الجنة مع عبادك المقربين،،

اللهم أغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم وأسكنهم في الجنة بجوار نبيك ومصطفاك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم واجمع بينهم وبين أهلهم وأولادهم ومحبيهم في جنات النعيم. اللهم اربط على قلوب أمهاتهم وآباءهم وارزقهم الصبر والسلوان.

اللهم آمنا في وطننا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولي أمرنا ملكنا حمد بن عيسى لما تحب وترضى،،

اللهم اجعله مفتاحا للخير، مغلاقاً للشر، اللهم أحفظه من شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم أعزه وأطل في عمره وأحسن عمله، اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية، اللهم بارك له في أهله وأولاده وذريته، اللهم وفقه لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد، اللهم هيئ له البطانة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجمع به الكلمة، ووحد به الصف، واجعله سببا لحقن الدماء واجتماع القلوب، اللهم اجعله إماماً للتسامح والتعايش والتآخي والتحاب إنك على كل شيء قدير.

اللهم من أرادنا وبلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين وخليجنا وجيشنا ورجال أمننا وأمتنا، بشر وسوء وفتنة، فأشغله بنفسه، اللهم أجعل كيده في نحره، وأدر دائرة السوء عليه، وأرنا فيه عجائب قدرتك، وانصرنا على من عادانا وبغى علينا يا سميع الدعاء.

اللهم إنا نستودعك وطننا وخليجنا وجنودنا البواسل المرابطين الذين يحاربون الآن عدوك وعدوهم.

اللهم أحفظهم براً وبحراً وجواً وانصرهم على الطاغين الباغين المعتدين، اللهم سدد رميهم، وثبت أقدامهم، وأنزل سكينتك عليهم، اللهم أعدهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين غانمين.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نقرأ الآن سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار. ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه الساعة ساعة إجابة وقبول.

بعدها قرأ الجميع الفاتحة على أرواح شهداء الوطن، ومر عدد من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي البحريني تعبيراً عن الوفاء لشهداء الوطن.

بعد ذلك تقدم قائد الحرس الى بداية الطابور، حيث أدى التحية لحضرة صاحب الجلالة الملك.

ثم تقدم رئيس المراسم الملكية باستئذان جلالة الملك المفدى ليتفضل جلالته بسقي النخلة التي هي رمز الحياة الدائمة.

وأختتم يوم الشهيد بعزف السلام الملكي.

عقب ذلك توجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الى صرح ميثاق العمل الوطني، حيث تشرف كبار الضباط بالسلام على سموه وتهنئته بالعيد الوطني المجيد وذكرى تولي جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، داعين الله أن يحفظ البحرين وشعبها الكريم.

 

وبهذه المناسبة تفضل صاحب الجلالة بالتصريح السامي، هذا نصه:

يطيب لنا في هذا اليوم المجيد أن نحتفي معاً بالذكرى الثالثة ليوم الشهيد، في مناسبةٍ وطنية عزيزة تخليداً وتكريماً لشهدائنا الأبرار البواسل من رجال البحرين الشجعان المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل وطنهم في ساحة الشرف وميدان البطولة خلال أداء واجبهم السامي المُشرف منذ قيام الدولة في عهد المؤسس الأول إلى يومنا هذا، فجسدوا بذلك أسمى قيم الشجاعة والفداء وكانوا فخراً لكل أبناء البحرين ونبراساً مضيئاً لأجيالنا القادمة في حب الوطن بأسمى معانيه.

وأضاف جلالة الملك القائد الأعلى إن يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام مناسبةً مُشرقةً في مسيرتنا الوطنية ملؤها الاعتزاز والفخر بأبناء البحرين الذين استشهدوا داخل الوطن وخارجة نصرةً للحق والعدل، ودفاعاً عن أمن وسيادة أوطاننا والتصدي للإرهاب ومد يد العون والإغاثة انطلاقاً من مبادئ ديننا الحنيف وتقاليدنا البحرينية الأصيلة. فسطروا بدماهم الزكية أرقى معاني البسالة والعطاء سيراً على نهج الآباء والأجداد الكرام، الذين على مآثرهم بنينا مسيرتنا الحضارية الظافرة، وورثنا منهم شيم المروءة والفداء.

وقال جلالته إن كلّ واحدٍ من شهدائنا الأبطال هو موضع اعتزازنا، وفخرٌ لأُسرهم وذويهم وإخوانهم في السلاح، حيث وهبوا أرواحهم فداءً لوطنهم لتضل راية البحرين خفاقةً شامخة بين الأمم. وسطروا تاريخاً مجيداً من البطولات خلدت أسماءهم وأسماء أسرهم فكانوا فخرً لوطنهم ولأهلهم.

فكل شهيد بحريني هو ابنٌ لكل الأُسر البحرينية في وطننا الواحد المتضامن، وإن أُسر الشهداء وذويهم لا يقلون بطولةً عن أبنائهم فقد ضربوا أروع الأمثلة في حب الوطن بثباتهم وروحهم الوطنية العالية، كما نُشيد بالمواقف الوطنية المشرفة التي عبّر عنها المواطنون الأعزاء مما يعكس أصالة وتماسك أهل البحرين الكرام في مختلف الظروف، وهذا ما عهدناه منهم دائماً، رحم الله شهداءنا الأبرار وإخوانهم من شهداء دولنا الشقيقة وأسكنهم فسيح جِنانه مع الشهداء والصديقين، وجزى الله أهلهم وذويهم خيراً، وحفظ الله وطننا العزيز وأدام عليه الرفعة والعزة والمنعة.

بعد ذلك توجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى صرح الميثاق حيث صافح سموه كبار الضباط بمناسبة احياء ذكرى يوم الشهيد التي تصادف اليوم 17 من شهر ديسمبر.

وخلال اللقاء اكد سموه  ما يحظى به شهداء الواجب وذويهم من تكريم من عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة، وفي هذا اليوم الذي اقترن مع أيام الوطن المجيدة تبقى ذكرى شهداء الوطن ماثلة تخليدا لعطائهم الوطني المخلص وتقديم أرواحهم في سبيل الواجب والحق.

داعياً الله أن يرحم شهداء الواجب ويسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.

من جانبهم، رفع كبار الضباط الى قيادة البلاد الحكيمة ولشعب البحرين الوفي أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس احمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى الستة والاربعين لانضمامها في الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الثامنة عشرة لتسلم صاحب الجلالة الملك لمقاليد الحكم، مشيدين باللفتة الكريمة من لدن جلالة الملك بتخليد يوم الشهيد، داعين الله ان يحفظ البحرين ويديم عليها استقرارها وأمنها في ظل قيادتها الحكيمة.