في هذا الشهر “11 نوفمبر” تنقضي سنتان على وفاة الباحث والكاتب والصحافي البحريني خالد البسام احد اهم الباحثين والمؤرخين في البحرين ودول الخليج والذي قدم خلال حياته فلسفة جديدة في التعامل مع التراث بروافده واتجاهاته المختلفة بالاضافة الى موضوعات العلوم الانسانية. لقد كان الزميل خالد البسام رمز للكاتب والصحفي والباحث الملتزم وحافظ على الروح الابداعية في جميع مؤلفاته الكثيرة واعماله ودراساته، وينفرد البسام عن غيره من الباحثين والكتاب بالفهم المباشر والتأمل الجذري للتراث ويضع الموقف الذي يختاره بعناية وفكرة الالتزام لديه مقدسة الى ابعد الحدود. كانت مؤلفاته تقدم لنا كاتبا يتميز بالقدر الكبير من التمكن من اللغة والقدرة على الامساك بناصية الالفاظ، وكان بحق مثل الفنان الذي يقول كلمته ويمشي، يتحدث احيانا بالامثال واحيانا بالصور واحيانا بالتقرير الواضح.

خالد البسام رحمه الله كان يكتب كثيرا وقد لازمته بحواسي ووجداني طوال عملنا في الزميلة “الايام” لمدة 14 عاما، كان مدمنا على دفن نفسه بين الاوراق وغبار الكتب والمراجع ولم يخلع عنه هذا المعطف حتى وهو على فراش المرض. لقد تمكن وحسب معرفتي به من خلق تكوين معقد لا يمكن ان يصل اليه اي باحث ومؤرخ وكما يقول الشاعر احمد عبدالمعطي حجازي في احدى قصائده “استطاع ان يشد شعر الشمس”.

صديقي وأستاذي خالد البسام.. لازلت امر بشوارعك الهادئة وسحابة الغربة تمور في صدري، في بعض الاوقات احن اليك واضطر حينها لإيقاظ النجوم لتعيد طباعة كتبك بطريقتها، اقف في محراب السكينة اتأملك وفجأة اصرخ في وجه الليل واحطم أصفاد الذكرى واهمس لك من هنا.. حيث نحن.. أي نوع من الزهور تحب أن نزرع يا صديقي؟