+A
A-

الدكتور ميرزا يدشن كتاب ومؤتمر الذكاء الاصطناعي وضرورة التحول الرقمي بعد كورونا

قام الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة مساء امس بتدشين الكتاب والمؤتمر الافتراضي حول الذكاء الإصطناعي والتحول الرقمي والذي تنظمه مجموعة جي إي سي الإعلامية ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع جمعية البحرين للذكاء الاصطناعي وعدد من الجهات الاخرى الداعمة، حيث تم عقد هذا الحدث من خلال مشاركة عدد كبير من رؤساء المنظمات وصناع القرار والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي والذين حضروا عن طريق المشاركة الالكترونية عن بعد، وجرى خلال الحدث تدشين كتاب تحت عنوان "الذكاء الإصطناعي والتحول الرقمي، ضرورة حتمية بعد كورونا" لمؤلفه الدكتور جاسم حاجي، الذي يعد رابع مؤلفاته وأول كتاب في الشرق الأوسط عن الذكاء الإصطناعي في جائحة كورونا.

وقد ألقى الدكتور ميرزا كلمة رئيسية في حفل تدشين هذا الكتاب وافتتاح المؤتمر الافتراضي الذي يحمل نفس عنوان الكتاب، شكر فيها المنظمين وعلى رأسهم الدكتور جاسم حاجي رئيس المؤتمر ومؤلف الكتاب، وذكر في كلمته بأن الوضعَ العالميِ الحاليِ لتفشي الفيروس التاجي اصبح يدفع الجميع إلى تطوير الروبوتات وتحسين الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الأرواح وتقليل تعرض الإنسان لهذا الوباء، وقال بأن هذه التجارب سوف تؤدي إلى خلق حقبة جديدة من المساعدين الآليين، انطلاقاً من ان الانسان العادي قد يتعرض للأمراض والوعكات الصحية التي بلا شك ستعيق استمرارهُ في العمل والانتاجية، أما الروبوت الاصطناعي فإنه بالطبع آلة لا تتأثر بالأمراض التي تعيق استمرارية العمل والانتاجية.

وقال ميرزا في كلمته ايضاً بأنه مما لا شكَّ فيهِ أن جميعِ المؤسساتِ حول العالم ترْغَبُ أن تكون قادرةً على الاستمرار في الإنتاج والبيع في ظل هذا الوضع الغير مستقر بسبب كورونا. ولكي تتمكن من القيام بذلك، سيحتاج المُصَنِّعونَ إلى النظر عن كثب في الاستفادة من حلول الذكاء الإصطناعي والتحول الرقمي.

واستطرد قائلاً بأنه قد لا يكون إستبدال الإنسان بالآلة أكثر أهمية من دعم الموظفين في عملهم اليومي لكي يستطيعوا الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لمعرفة الطرق المثالية لإستغلال فوائد الذكاء الاصطناعي، وقد تؤدي هذه الرقمنة "المدفوعة" في مكان العمل إلى اتجاه جديد من العمل من المنزل ومع ما يتطلبه ذلك من مهارات وطرق جديدة من الموظف، واضاف بأنه بحسب إحصائيات وبيانات تم جمعها من قبل الموقع الالكتروني المتخصص Learn Bonds، ستقفز القيمة السوقية لبرامج الذكاء الاصطناعي العالمية من 22.6 مليار دولار في عام 2020، إلى 126 مليار دولار بحلول عام 2025. أي أن القيمة السوقية ستتضاعف 6 مرات، وهذا ان دل على شئ فإنه ينبئ عن الطفرة الكبيرة التي ستحدث في برامج الذكاء الاصطناعي في الخمس سنوات القادمة وتأثيراتها الكبيرة على إيقاع الحياة في المستقبل.

من جانبه قدم رئيس المؤتمر و مؤلف الكتاب الدكتور جاسم حاجي كل الشكر والتقدير لرئيس هيئة الطاقة المستدامة الموقر على دعمه وإهتمامه المتواصل بمعظم الفعاليات المتعلقة بعلوم المستقبل والذكاء الإصطناعي، وبالأخص الجوانب الفعالة والنظرة المستقبلية لما فيه رفعة وتقدم وازدهار مملكة البحرين وفائدة كبيرة للإقتصاد والمواطنين والمقيمين. وصرح الدكتور حاجي أن الذكاء الإصطناعي أصبح حالياً الأداة الأقوى في عالم التقنيات لما له من قدرات غير محدودة في تقديم حلول فعالة وسريعة ليس بإستطاعة العنصر البشري مجاراته وهذا في حد ذاته سيدفع بعجلة التطور بشكل لم يسبق له مثيل وبنتائج تفوق التوقعات، وقال حاجي ايضاً "لقد بذلت جهودا إضافية خلال جائحة كورونا لأعرض، من خلال كتابي الرابع، رؤية مستقبلية وخارطة طريق للإسراع في تطبيق الذكاء الإصطناعي والتحول الرقمي في جميع القطاعات العاملة، وذلك لأهميتها في تنفيذ الإستراتيجيات الرقمية الذكية المطلوبة في حياتنا ولمواكبة متغيرات ما بعد كورونا".

وأضاف حاجي أنه تتمثل إحدى نقاط القوة الأساسية للذكاء الاصطناعي في الطريقة التي يزيد بها قدرتنا على التنبؤ بالأحداث والظروف، وبالتالي التخطيط لها مسبقاً، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الأنماط في البيانات والقيام بالتوقعات. ومثال على ذلك، تعتمد معظم منصات وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل على خوارزميات التعلم الآلي، كما يمكن لهذه الأدوات تحديد احتمالات فعالية الأدوية قبل إختبارها على البشر، وأيضاً يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير أثناء الكوارث وكيفية التعامل معها بشكل سريع وفعال، وغيرها من المجالات التي يساهم الذكاء الإصطناعي في تطويرها وتقديم حلول اأقل ما يقال عنها أنها سابقة لأوانها.

وقد استضاف المؤتمر عدداً من المتحدثين البحرينيين المعروفين في مجال الإدارة والإعلام والقضاء لمناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في القطاعات المذكورة بعد فيروس كورونا، كما شارك فيه نخبة من المتحدثين الخبراء في مجال التقنيات الحديثة وبشكل خاص الذكاء الإصطناعي والذي أصبح الآن بعد الجائحة من أهم الحلول الضرورية التي تعتمد على التنبوء وإعطاء المشورات والحلول بشكل آلي. ومن ابرز المتحدثين في المؤتمر الإعلامي المعروف إبراهيم التميمي الذي قدم محاضرة بعنوان "الذكاء الإصطناعي: وظائف المستقبل في تقنية المعلومات"، كما شاركت الإعلامية الدكتورة لولوة بودلامة بمحاضرة عنوانها "الذكاء الإصطناعي: الحصول على المعلومة"، وأيضاً المحامية فاتن الحداد بمحاضرة عن "الذكاء الإصطناعي: هل ستحل الآلة محل المحامي والموثق؟". وقد أدار الجلسات الأستاذ أحمد صالح البلوشي، المدير العام لشركة فينتك لإستشارة تقنية المعلومات وخبير علوم الثورة الصناعية الرابعة.

الجدير بالذكر أن هذا الحدث الإفتراضي للذكاء الإصطناعي يقام بتنظيم من كوادر بحرينية وعلى أرض مملكة البحرين، كما يعتبر فرصة ممتازة للشركات والمؤسسات والأفراد للإستفادة من هذه الخبرات والمعلومات التي ستطرح في ظل قلة الموارد والمعلومات المطلوبة للمضي قدماً نحو بيئة عمل مثمرة وآمنة للجميع مع إستمرار جائحة كورونا.