+A
A-

هل نجح التعليم عن بعد في الجامعات الخاصة؟

دهمت العالم جائحة كورونا "كوفيد19" وكان لها من القوة حيث أجبرت العالم على سلسلة تغيرات آنية وأخرى متوقعة تشمل مختلف الأصعدة الاقتصاد والسياسة والطب، وكذلك مجالات التعليم ولقد فرضت هذه الجائحة طرقاً تعليمية جديدة وطرقاً جديدة لتلقي المعلومة أيضاً حيث شكل التعليم الإلكتروني ظاهرة أكاديمية نجمت عن وجود هذه الجائحة، ولكن ما نتفق عليه نحن الأغلبية هو أن تطبيق التعليم الإلكتروني كان مفاجئاً عندما تم تعليق الدراسة منذ شهر فبراير الماضي في المدارس و الجامعات وتم الاكتفاء بالمحاضرات الإلكترونية ومايسمى بـــ(التعليم عن بعد) نتيجة لواقع فرضته أزمة جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19".

لابد أن يكون "التعلم عن بعد" موجود بعد جائحة كورونا

تقول منيره عبدالله طالبة "جامعة المملكة": لقد كان قرار موفق في ظل هذه الأزمة والظروف رغم إنني في البداية لم أكن مؤيدة للفكرة حيث كنت أجد صعوبة في التركيز كونها طريقة جديدة للتعلم وكوني أنا إنسانة محبة للحركة والعمل، ولكن مع مرور الوقت بدأت بالتكيف مع الوضع وتعلمت طرق عديدة للبحث العلمي واصبحت أكثر اعتماداً على نفسي وقمت بتقسيم وقتي وتنظيمه بين الأمور الدراسية والمنزلية وغيرها من الأمور الأخرى وأرى أن لابد أن يكون "التعلم عن بعد" موجود إذا رجعت الأمور لطبيعتها بإذن الله، فوجود دروس مشروحة في مواقع الجامعة ووجود إمكانية الاستفسار هذا يسهل علينا الطريق في مواصلة التعليم بطرق ميسرة.

الدراسة في المنزل سهلت عليي الكثير من الأمور

يقول يوسف المقهوي طالب "جامعة العلوم التطبيقية": أفادتني هذه التجربة كثيراً فالدراسة في المنزل سهلت علي الكثير من الأمور وفي بداية الأمر واجهت صعوبة وهو عدم فهمي للموقع وكيفية التواصل مع الأساتذة في الموقع، ولكنني تغلبت على هذه الصعوبة بشرح المرشد الأكاديمي وأعضاء مجلس الطلبة الذين بادروا في مساعدة الطلبة بشكل كبير وأرى أن تكثيف الواجبات والاختبارات ساهمت في زيادة المعلومات لدي و ساهم "التعلم عن بعد" في تطوير مهاراتي الحاسوبية، واقترح أن يتم تسجيل المحاضرات ونشرها لسهولة الرجوع لها عند الحاجة وأن يكون هناك برنامج خاص لكل جامعة وأن تكون هناك خطة ليحصل الطلبة على فرص مشاركة أكثر في المحاضرة فالتعلم عن بعد خطوة كبيرة في التعليم المتطور.

التعليم المعتاد والحضور الواقعي لا يقارن مع "التعلم عن بعد"

يقول حمد بوچيري طالب "جامعة AMA ": لا أرى إن استفادتي من هذه التجربة مرضية وأظن إن هذا رأيي أغلب الطلبة في الجامعات فالتعليم المعتاد والحضور الواقعي أفضل بكثير ولا يقارن بــ" التعليم عن بعد"، فكان لدي أسئلة واستفسارات ولم أجد لها أجوبة ولم يكن هناك أي شخص ليتواصل مع الطلبة وكنت أتمنى أن يتم مراعاة الطلبة في التكاليف والامتحانات لأن طريقة التعلم معقدة شيئاً ما وأيضاً تقليل رسوم الجامعة ومساعدة الطلبة في هذه الظروف، وكوني موظف وطالب لم أجد صعوبة في الموازنة بين العمل والدراسة بسبب المساعدات التي قدمتها لي وزارة الداخلية منذ أن بدأت الدراسة في الجامعة فكان لدي وقت كافي للجامعة، ورغم كل شي أرى إن  "التعلم عن بعد" في مثل هذه الظروف شيء ضروري واحترازي للتقليل من عدد الحالات والالتزام بالتباعد الإجتماعي.

تكيفت لاعتمادي على اليويتوب في الدراسة في جميع الأحوال

تقول ماريا هاشم طالبة "الجامعة الايرلندية": لم أجد صعوبة في " التعلم عن بعد" ففي السابق أيضاً كانت جامعتنا تعتمد بشكل كبير على الانترنت في المحاضرات الاختلاف فقط الآن إن المحاضرات اصبحت اونلاين، و تكيفت بشكل سريع لأنني من الأساس اعتمد بشكل كبير في دراستي على المقاطع التعليمية في اليوتيوب، وأرى إن الفرق ضئيل بين التعليم المعتاد و "التعلم عن بعد" فقط لأن الطالب يفتقر لغة الجسد التي تلعب دور كبير في التواصل وإيصال المعلومة، وأتمنى أن يزول هذا الوباء بأسرع وقت لتمتلئ المساجد بالمصلين والجامعات بطلابها والمقاهي بالأصدقاء.

اكتسبت العديد من الخبرات بفضل " التعلم عن بعد"

يقول محمد العريفان طالب "الجامعة الخليجية":  لقد تكيفت مع الوضع ببطئ كونها تجربة جديدة بالنسبة لي وتغلبت على الصعوبات من خلال الاستعانة بالأساتذة ومقاطع الفيديو التعليمية في اليوتيوب، واستخدم "التعلم عن بعد" في الجامعة بشكل منظم ومنسق فلم نجد صعوبة بالغة في الأمر، وأفادتني التجربة كثيراً حيث أنني اكتسبت العديد من الخبرات الجديدة مما سيساهم هذا في تهيئتنا كطلبة لمتطلبات سوق العمل،و أرى أن "التعلم عن بعد" تجربة رائعة في ظل هذه الظروف بحيث سمحت لي الفرصة بزيادة المعرفة وتنظيم وقتي.

بين البروفيسور مراد الجنابي أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة العلوم التطبيقية بأنهم أبدوا كل وجوه المساعدة الإنسانية مارسوا دور الأب المعلم الذي يمنح العلم والطمأنينة والحكمة وحققنا طموح وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين الحبيبة، فنحن تعاملنا بشفافية عالية واستعدادات علمية مريحة وفق الوسائل المتاحة لأننا أمة الممكن ولنرفع شعار "نعمل بالممكن ولا ننسى الطموح" وفتحنا أبواب قلوبنا قبل مستودعات أفكارنا في جامعتنا وكانت النتيجة ممتازة رغم إنها تجربة جديدة على الطلاب لكنها مفيدة لأنها دفعتهم للتواصل عن بعد علمياً وعلمتهم الاهتمام بالوقت واستثمار التقنية المعاصرة.

وأكد دكتور عبدالباسط الحكيمي رئيس قسم القانون العام في جامعة المملكة إن قبل هذه الأزمة الكثير من الأساتذة كانوا يسخدمون نظام "التعليم الإلكتروني" بشكل جزئي وقد تلقوا تدريبات ودورات كافية في هذا الموضوع، وإن إذا استمرت الأزمة لا قدر الله فإن الجامعات ستستمر بإجراء العملية التعليمية بهذه الأساليب لأن لا يمكن أن نترك مستقبل أبنائنا الطلبة يضيع وخاصة إن التعليم الإلكتروني أثبت نجاحه وهو أسلوب مستخدم في كافة دول العالم حالياً، ولكننا لا ننكر إن التعليم في الصفوف العادية يفرق وهو بالتأكيد أسهل وأبسط بالنسبة للطالب والأستاذ أيضاً وفي الأخير نسأل الله أن يصرف عنا وعنكم وعن كافة البشر هذه الجائحة وتعود الأمور إلى طبيعتها عاجلاً غير آجل.