العدد 4157
الإثنين 02 مارس 2020
banner
“التربية للمواطنة” ليست بالكتب!
الإثنين 02 مارس 2020

“القانون ينظم أوجه العناية بالتربية الدينية والوطنية في مختلف مراحل التعليم وأنواعه، كما يعنى فيها جميعاً بتقوية شخصية المواطن واعتزازه بعروبته”.. هذا ما نصّت عليه الفقرة (ب) من المادة السابعة في الدستور، والتي أشارت إليها وزارة التربية والتعليم في أدبياتها لتدريس مادة “التربية للمواطنة” في مختلف مراحل الدراسة التعليمية في قطاعي التعليم الحكومي والخاص، بما يُعدّ استجابة للقيم التي تضمنها المشروع الإصلاحي واستلهاماً لمرتكزات الدستور وميثاق العمل الوطني الذي سعت فيه – هذه الوزارة - إلى غرس المفاهيم الأصيلة وتعميق المعاني السامية في صنوف التسامح الإنساني والتعايش الوطني وتقبل الآخر، بل محاولة التطبيق والممارسة في الحياة اليومية على اعتبار أنّ تنميتها – أي المواطنة – من المسائل التربوية بالغة الأهمية والأداة الفعالة التي تعمل على تنمية الحسّ المجتمعي وترسيخ الانتماء الوطني والمشاركة الفاعلة في الخطط والاستراتيجيات التنموية الشاملة.

إنّ جملة ما تعلمناه من هذه المادة - التربية للمواطنة - فكراً وممارسة، سعي (الجميع) للألفة والتسامح والوسطية والاعتدال والاستقامة وتشاركية العيش والتّقبل والانفتاح على الآخر - دون الالتفات لاختلافات الأصول والمذاهب والطوائف والنِحل والفرق - بل الاعتزاز بحيوية الدور الوطني في تنمية قيّم الولاء والانتماء بالممارسات الحيّة والسلوكيات اليومية تنتفي فيها الحاجة للمناهج والورقيات بعد أنْ يعوا ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق. وكم يكفينا أنْ نلحظ هذا “البرودكاست” المُوجز في كلماته، المُسهب في دلالاته: (يا شعب البحرين الكريم: ندعوا الباري في هذه الأيام العصيبة، أن تكون عابرة بسلام، وأنْ يحفظنا جميعاً من شرّ المرض، فعليكم بالصدقة؛ فإنها تدفع الأذى والبلاء، ولتكن بنية الشفاء من الأسقام للجميع.. يا ربّ ندعوك ونرجوك أنْ تحفظ البحرين وأطفالها ونساءها ورجالها وشيوخها جميعاً، وكل مَنْ يمشي على أرضها يا عزيز يا جبّار). هذا البرودكاست بمفرداته الدعائية الخالصة، الذي لفّ أرجاء البحرين من أقصاها إلى أقصاها، قد صِيغَت مفرداته بالجمع في مجمل أحوالها.

نافلة:

دونما ريب، أعطتْ أزمة “كورونا” درساً بارز المعالم في التربية للمواطنة Citizenship، ممثلة في جملة المواقف الوطنية الجامعة التي استحضرنا فيها البهجة التي عمّت أرجاء البلاد مؤخراً بعد فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم في “خليجي 24”، هذا الفيروس المتناهي الصغر، أفاض علينا بمواقف وطنية عالية الكِبَر، غيرَ مكترثٍ بنشوز بِضْع أصواتٍ يئسِتْ مِنْ أنْ تَفُتّ عَضُدَ جناحي هذا الوطن المعطاء بطائفتيه الكريمتين، وعلّة ذلك أنّ سفينة “البحرين” مرصوصّة البنيان، حكيمة الرّبان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .