العدد 4150
الإثنين 24 فبراير 2020
banner
قد تموت كفاءات كثيرة إذا لم تلق الرعاية والدعم
الإثنين 24 فبراير 2020

قد تنطفئ الكثير من الكفاءات الفنية التي جرفتها زحمة الحياة، وشغلها البحث عن الرزق عن الاستمرار في الإنتاج الفني، وأعرف أسماء تمتلك مواهب ولكنها بحاجة إلى الاهتمام والرعاية لمواصلة الإبداع، ومن باب التذكير وعودة للتاريخ، لقد عرف الإسلام رعاية المبدعين في القرن السادس للهجرة، ففي ذلك الزمن طبق نظاما شبيها بنظام التفرغ، فكان ينفق على العلم والأدب والفقه والفن على مدى واسع، فكان العلماء والفنانون في أمان من الفقر والحرمان، ويذكر تاريخ الحضارة الإسلامية المرتب الكبير الذي كان يصرف للشاعر عمر الخيام، فانقطع هذا الشاعر إلى خلوة فكرية سجل فيها رباعياته وآراءه في الفلك والرياضيات، لكن مع الأسف انقلب كل شيء مع مرور الوقت وتحول الفن إلى سلعة كما يقولون، فقرأنا أن فان جوخ مات معدما رغم كل أعماله الخالدة وما أضافه إلى فن التصوير الزيتي، كما رحل جوجان إلى جزر تاهيتي تاركا باريس وراءه، وتورط هنري روسو في عملية اختلاس وحوكم بسببها.

قد تموت مواهب كثيرة متفتحة إذا لم تلق الرعاية والدعم، فتقدم الفن وما يلقاه من تقدير هو المقياس الدقيق لتقدم الحضارة وازدهارها، وكلما تمتع الفنانون والمبدعون بقسط وافر من الاهتمام، كلما تقدم المجتمع، ومع تقديرنا لكل ما تقوم به الجهات المسؤولة، إلا أن هناك مواهب بحرينية بحاجة إلى الرعاية والالتفات، وتشجيعها على التفوق والتميز وإبعادها عن العوائق المادية والاجتماعية وشتى صنوف المعاناة، هناك رسامون يحلمون بعرض لوحاتهم في أي مكان، وهناك كتاب طرقوا أبواب المستحيل لنشر نتاجهم، ومطربون لا يجدون فرصة في الإذاعة والتلفزيون ويكتفون بنشر أغانيهم على قنوات “اليوتيوب” وكأن الدولة لا تعرفهم والمسؤولين يزيدونهم اضعافا.

من المهم الاهتمام ببذرة الإبداع وتكوينها وصفتها حتى تنتج وتثمر، وأرض البحرين ولادة للمبدعين في شتى المجالات، ويا حبذا لو تم التمسك بهم ليشقوا طريقهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .