يمكنني القول إن تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية السنوي 2018 - 2019 فيه من العزاء الكثير للمواطن الذي لسعته جمرة عدم الالتزام باللوائح والقوانين والنفقات غير المبررة والتجاوزات والإهمال الإداري والتقصير الواضح، والغريب أن بعض الجهات تمارس نفس الخطيئة بشكل بشع وهي مدركة أنها تسير عكس الاتجاه ومع ذلك ينام المسؤولون في تلك الجهات نوما هادئا كبراءة الأطفال.

هناك سياسات في بعض الجهات ظلت تدور في مكانها ولا تعرف التطوير واتباع آليات تدفع العمل الحكومي نحو الأفضل رغم التوجيهات الواضحة والصريحة للقيادة بضرورة النهوض بالعمل من أجل خدمة المواطن. جهات لا تعرف كيفية ترتيب أولوياتها وتوجهاتها المستقبلية وترتكز على قاعدة هشة لا تسمح لها أبدا بالاهتمام بالمواطن وخدمته.

اطلعت كغيري من المواطنين على ما نشر في الصحافة يوم أمس وأنا لست متشائما بالشكل الذي يتصوره القارئ، لكن عندي رغبة في معرفة كيفية حصول بعض المخالفات وما سأذكره مجرد عينة لفتت انتباهي.

أبرز مخالفات مستشفى السلمانية... ارتفاع معدلات بعض أنواع العدوى المصاحبة للمستشفيات في السلمانية، وتوقف مقياس درجة الحرارة بمخزن الصيدلية عن العمل. أبرز مخالفات الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية... وفاة مريض تدهورت حالته الصحية لعدم حضور الطبيب المناوب رغم الاتصال به 3 مرات و”تنظيم المهن” لا تعلم.

أبرز مخالفات مجلس النواب... تعيين بعض المرشحين لشغل عدد من الوظائف بالرغم من عدم اجتيازهم الامتحان التحريري بما يخالف قرار لائحة شؤون الموظفين لمجلس النواب.

أبرز مخالفات هيئة التخطيط والتطوير العمراني.. شراء أحبار طابعات بإجمالي 14,703 دنانير، وشراء أثاث بإجمالي 26,677 دينارا.

أبرز مخالفات المناقصات...إعادة تعيين موظفة بعد إحالتها للتقاعد المبكر.  إذا كنت قد كتبت بعد نشر تقرير الرقابة المالية والإدارية رقم 12 قبل سنوات إن البطل لا يموت “التجاوزات والمخالفات”، فاليوم أقول إن المواطن كتب عليه التسامر مع الأحزان والأوجاع وشرب دموعه بعد صدور كل تقرير. والسؤال الذي يقف أمامنا كالسنديانة الباسقة... متى يتوقف أو “يخف” إعصار المخالفات والتجاوزات.