العدد 3757
الأحد 27 يناير 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
ضاع البحر وضاع المواطن
الأحد 27 يناير 2019

المحرق عاصمة البحر والشواطئ، كانت جزيرة السعادة عندما تقف بساحل وتشاهد مساحة البحر تمتد أمامك بأفق بهيج فتمتلأ نفسك بالبهجة، فالمحرق عاصمة السعادة حتى غزتها الجزر الصناعية وحولتها لشواطئ وسواحل خاصة ترتادها نخبة محدودة برخص وبطاقات، وأغلقت بوجه العامة حتى أقرب نقطة هنا قرب ساحل الحد وعند حافة شاطئ الصيادين وباحة بيع السمك أغلقت أخيراً كآخر مكان ترى فيه البحرين، ووضعت حواجز خاصة وأصبح البحر كله مشروعا تجاريا ، ولم تعد المحرق مدينة السعادة إلا لفئة قادرة على الدفع وعبور الحواجز.

فقدت الحركة والترفيه والتمتع بالطبيعة التي وهبها الله للمواطن عبر شواطئ وسواحل المحرق، ومن هدوء ووداعة وجمال وتوفر الصيد للأسماك الطيبة، ليحل الشعور بخيبة الأمل والحسرة على تلك الشواطئ والسواحل التي ابتلعتها الحفارات الكبيرة لتحولها إلى جزر ومدن وبنايات هائلة الارتفاع وفنادق وسوبرماركت بل ومطاعم وشركات تستثمر هذا البحر الذي كان حتى القريب ملكاً لأهالي المحرق فكيف اختفى منهم؟

كيف تبخر هذا السحر والجمال ليتحول إلى مضاربات مالية وأرقام في أسعار السوق، بل لم يكتف بذلك بل مازالت تلك الحفارات العملاقة تقضم كل يوم البحر غير مبالية بمشاعر الإنسان الذي يقف على تلك المشارف ويحلم بالبحر، ليس أمامنا سوى شعبنا ومستقبله وراحة باله واستقراره، فكلما اهتممنا بخدمته كلما أرحنا هذا الشعب الوفي ووفرنا له الخير والسعادة والرخاء.

عندما تريد الوقوف مساء في هذا المناخ الأخاذ من هذا الوقت أمام ما تبقى من البحر وتسرح بنظرك في الأفق المشرق خلال خيرات هذا البحر وخيرات هذه الأرض ثروة الوطن الحقيقية وثروة الناس الأوفياء المخلصين والمدافعين عن هذا الوطن، لهذا أقول أنصفوا هذا الشعب ولا تضيقوا عليه، فأبسط ما يتمناه اليوم ويتطلع إليه حرية ارتياد الشواطئ والسواحل التي أصبح ارتيادها مكلفاً بواسطة حجز مسبق في إحدى الجزر، هذه تكلفة رؤية البحر والاستمتاع به بعد أن كان على مدى العقود متاحا مجانا للشعب البحريني الذي فقد حتى البحر لصالح النخبة المالية.

تنويرة:

الدواء قاتل إن لم تعرف الداء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .