العدد 3749
السبت 19 يناير 2019
banner
في الحرب الفاترة! (2)
السبت 19 يناير 2019

معضلتنا موصولة! وأحدثها أن ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأميركي موجود في بيروت، ويجري محادثات في شأن أمور كثيرة، معظمها أو أبرزها يتّصل بوضعية “حزب الله” باعتباره امتداداً صلباً للسياسة الإيرانية وأداة مركزية من أدوات نفوذ طهران، وبالتالي يُفترض من حيث المبدأ (والتحليل!) أن تُلْحق زيارته بواحدة إيرانية سريعة! يُقصد منها (أيضاً) تأكيد “النفوذ” شكلاً ومضموناً! وعدم “السكوت” عن “رسائل” الأميركيين المتحدّية لذلك النفوذ!

علماً أن هناك من يقول إن زيارة هيل جاءت للأخذ بخاطر اللبنانيين الذين لم يشملهم بومبيو بجولته (المقطوعة) في المنطقة، وفي ضوء معلومات تحدثت عن زيارة غير مُعلنة قام بها قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الجنرال قاسم سليماني إلى العاصمة اللبنانية؟!

والبيّن الواضح والنافر، أنّ الأميركيين يتخبّطون ويُربكون العالم معهم، والإيرانيون متوتّرون ويراهنون على ذلك التخبّط وبوتيرة متوترة بدورها وتنعكس على حركتهم وقراراتهم التي تصيبنا في لبنان مثلما تصيب العراقيين في العراق واليمنيّين في اليمن... وصولاً إلى البولنديين في بولندا الذين “ذكّرتهم” طهران بالأمس بويلات الحرب العالمية الثانية لأنهم قبِلوا استضافة المؤتمر الأميركي المخصّص لتدعيم الجبهة المتصدّية لسياسات أولياء الشأن والأمر فيها!

من بين شقوق هذه السياسات الكبيرة والعريضة تتسلل نزعات أسدية وضيعة وصغيرة في لبنان وتأخذ أشكال الطبول الفارغة التي تُصدر أصواتاً أكبر من حجمها ووزنها وأثقالها! وتُعبّر عن حالها بإخلاص شديد لمدوّنة السفاهة والانحطاط السياسي والأخلاقي المألوفة في المخزون الأسدي!

يُتوقع أن تزداد وتيرة ضجيج تلك الطبول في المرحلة الآتية، وتزداد في موازاتها وتيرة ظواهر الفوضى والتفلّت والتوتر وبعناوين متفرّقة سياسية و”ميثاقية” ومطلبية وشارعية، وأن تشتدّ المماحكة (الخطيرة) بين حلفاء “حزب الله”، لكن بما لا يخرق سقف الاستقرار النسبي القائم، وإلى أن تتوضح مآلات وتطورات الحرب الفاترة الأميركية – الإيرانية... ومصير ترامب!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية