يحتفل العالم في ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، واللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي ولا تتم العبادات إلا بها، وهي لغة شعائرية رئيسية لعدد من الكنائس المسيحية واليهودية في الوطن العربي، ويتحدث بها أكثر من (400) مليون عربي وتستخدمها الشعوب الأخرى.

إن الاحتفال بيوم للغة العربية هدفه زيادة الوعي بين أبناء الأمة العربية بتاريخ وأهمية لغتهم وثقافتها وضرورة التمسك بها، وذلك لدور وأهمية اللغة في التاريخ الإنساني للشعوب، وأن اعتزازنا وتقديرنا للغتنا العربية ليس مناهضة للجنس البشري الآخر أو تحيزًا سلبيًا تجاههم، بل لأن لغتنا العربية أساس وجودنا وتعزز هويتنا وتجمع إنسانيتنا، وأنها تتميز بخواص غير متوفرة في باقي اللغات وذلك (بقدرتها على التعريب، الترادف والأضداد والمشتركات اللفظية، المجاز والطباق والجناس، المقابلة والسجع والتشبيه، البلاغة وما تحويه من محسنات)، فهي عالم متنوع في لغةٍ واحدة.

إن اللغة العربية جزء لا يتجزأ من حياة الأمة العربية والإنسان العربي، وعنوان لبيئته الفكرية والثقافية وتربط ماضيه بحاضره وحاضره بمستقبله، وحارب الاستعمار الغربي اللغة العربية في أقطارها بتدريس لغته وتطبيق مناهجه التعليمية من أجل طمس اللغة العربية الفصحى وإحلال اللهجات العامية محلها واستخدام الحروف اللاتينية والألفاظ الأجنبية وإقحامها في سياق العبارات عند التحدث بالعربية، وقد تأثر أبناء المغرب العربي تحدثًا ونطقًا وكتابةً بذلك، ومازال أكثر العرب يستخدمون بعض المصطلحات الغربية أثناء أحاديثهم البينية.

إن التمسك بلغتنا العربية تمسك بوجودنا العربي وهويتنا، وهذا يتطلب الالتزام بمبادئ وآداب لغتنا تحدثًا وكتابة، لنتعلم اللغات الأخرى كونها وسيلة للتفاهم والاتصال مع الشعوب الأخرى وتجعلنا في وحدة ثقافية معهم لكن لا يكون ذلك على حساب لغتنا العربية ومبادئها ومحاسنه، والكثير من العرب اليوم يستخدم اللهجة العامية (لغة الحياة) بركاكة أسلوبها وتهجئتها الخاطئة في مراسلاته الهاتفية، مما يؤثر على مكانة اللغة العربية وقيمتها الفكرية والمعرفية، متناسين أن لغتهم العربية هي لغة العِلم والفكر والثقافة والدين، ورحم الله الشاعر أحمد شوقي إذ قال: إن الذي ملأ اللغـات محاسنًا.. جعل الجمال وسره في الضـاد.