العدد 3686
السبت 17 نوفمبر 2018
banner
“خلكم دروع بشرية في حماية هذا الكيان”
السبت 17 نوفمبر 2018

في خضم الاستعداد للمشاركة في الاستحقاق القادم برز أمام الناخبين عدد كبير من المترشحين، سواء من النواب السابقين أو الجدد على الساحة البرلمانية، وقد يواجه الناخبون صعوبة في اختيار ممثليهم لرسم خارطة المستقبل.

الصعوبة في الاختيار بحسب رصدي المتواضع للمشهد الانتخابي بأنه بات أمام الناخب 293 مترشحا للمجلس، من هذا المنطلق علينا جميعا التركيز على “نخال” الأسماء المطروحة والسعي في تحديد المترشح الذي يستحق بجدارة تمثيل شعب البحرين لأربع سنوات قادمة.

هنا لابد من حسن الاختيار، فالأمانة التاريخية والمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة تحتم الاختيار الصحيح، أيضا من الأمور المهمة الاستفادة القصوى من تجارب المجالس النيابية السابقة والإخفاقات التي حصلت من خلالها.

في الوقت ذاته الاختيار ليس أمرا سهلا كما يتصور البعض منا، فالمترشح صاحب الثقل السياسي والاقتصادي والقانوني والتشريعي والرقابي والاجتماعي الذي يمتلك البصيرة النافذة والمدافع عن مصالح الأمة والمحامي القوي والمراقب الجيد للبرنامج الحكومي والقادر على تطوير الأداء البرلماني، كل تلك العناوين وغيرها يجب أن تؤخذ في الاعتبار، ولابد من التركيز عليها كي نوصل النائب الذي يحق له أن ينال شرف عضوية المجلس النيابي الجديد.

على أية حال، الوقت يداهمنا والأيام “تفحي بسرعة”، ويوم الانتخابات يقترب “غمض وفتح” وسنجد أمامنا تشكيلة المجلس، لكن مع ذلك لا يزال هناك متسع من الوقت للتفكير العميق والاختيار الراشد، فضلا لا نريد تكرار ما سبق خصوصا الأداء الضعيف للمجلس الأخير، لا نريد أن نظل أربع سنوات “على ولوّال وقهر وسهر وحرة وتحندي”.

في السياق ذاته كنا نردد في الأحاديث الجانبية مع عموم الناس طيلة الفترة الماضية عندما تتأزم بنا إشكالية هنا أو قضية هناك تهم الشعب، كنا نردد المثل الشعبي “خبز خبزتيه يالرفلة اكليه”، لا نريد اجترار هذا المثل في الفترة المقبلة، علينا الانتباه وأخذ الحذر والحيطة ونحن نضع علامة الموافقة على المترشح، فلابد أن يكون الأخير بمواصفات الصدق والقوة والأمانة، معتمدين بذلك على أعماله وليس أقواله وشعاراته الانتخابية الوقتية “بس شبعنه من الربرب لمصفف اللي نسمعه هالأيام”، وتجرعنا مرارته كثيرا.

نريد المزيد من الوعي والإدراك لأهمية دورنا كمواطنين شركاء في بناء الوطن والمساهمة في تطوره وتنميته بتوصيل الكفاءات التي تستحق الوصول.

تجاهلوا في لحظة الاختيار المرشح المتكسب والمجامل والمنافق والمتخوف والجبان والضعيف والكذاب و”لخرطي”، “خلكم دروع بشرية في حماية هذا الكيان”. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .