العدد 3571
الأربعاء 25 يوليو 2018
banner
لن نقبل الإساءة لأي مصري
الأربعاء 25 يوليو 2018

امتدادًا للفوضى الحاصلة بشبكات التواصل الاجتماعي، والتي يقود زمامها الذباب الإلكتروني وقوارض الليل، ممن باعوا ذممهم ومواقفهم وفضل بلادهم عليهم وعلى أبنائهم؛ إرضاءً للأجنبي ولهثًا للأموال، يقود هؤلاء أخيرا حملة غير مسبوقة على الجالية المصرية، ولذلك قصة.

فبعد إعلان إحدى السيدات البحرينيات (من أصول مصرية) ترشحها لانتخابات المجلس النيابي، بادر بعض الظلاميين والمرتزقة والبلطجية، لاستثمار هذا الترشح - مع وجود بعض الخلافات السابقة معها - للقدح في المصريين المقيمين في البحرين وممن اكتسب منهم شرف الجنسية البحرينية، بشكل بذيء ووقح يكشف عفانة بعض النفوس، وحقيقة نواياها تجاه البلد، ومحاولتها اغتنام الفرص لضرب الأمن والسلم الأهليين بمقتل، وإحداث الفرقة بين فئات المجتمع.

وتقودنا هذه الإساءات المغرضة، والتي يراد منها النيل من سمعة المصريين، إلى تاريخ هذه الجالية العزيزة في البحرين، وما قدمته من خدمات جليلة، ساسها الأول غرس التعليم بتدرجاته كافة، منذ دخوله البحرين بشكل نظامي العام 1919 بمدرسة الهداية الخليفية تحديدًا، والتي كان مديرها الأول هو المرحوم حافظ وهبه (مصري)، والذي أصبح فيما بعد مستشارًا خاصًا للملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، ومن بعدها أول سفير للمملكة العربية السعودية في لندن.

وفي تلك الحقبة وحتى الآن، قدم المعلمون المصريون مثالًا رائعًا في التمازج الثقافي والاجتماعي مع أبناء المجتمع البحريني، إذ ذكر بالكثير من المؤلفات والوثائق التاريخية الوطنية، أن أبواب منازلهم كانت مفتوحة لأبناء البلد بشكل مثير للإعجاب والدهشة، خصوصا لأهل المحرق الأوفياء.

ويقودنا هذا التاريخ التعليمي “الجليل” إلى احتفاء مملكة البحرين المرتقب، في العام المقبل، بالمئوية الأولى لدخول التعليم النظامي، والتي يجب الإشارة خلاله إلى الدور البارز للسواعد المصرية بترسيخ مفاهيم التعليم، والنهضة بالبلد، إلى عالم مغاير من التحضر والتمدن والعبور للحياة الجديدة.

ويأخذنا الموقف السياسي المشكور للقيادة والحكومة المصرية، وللشعب المصري الشقيق، والذي يعبر عن وقوفهم إلى جانب أشقائهم بالبحرين، والسعودية، والإمارات، قبالة المد الإرهابي الذي تقوده قطر في المنطقة، إلى تجنيد هذه الدويلة للذباب الإلكتروني، بقصد زعزعة الأوضاع الأمنية في البحرين، وتأليب المواطنين على أبناء الجالية المصرية، وهو ما لن يكون.

وكان أحد المستشارين القانونيين المعروفين، وهو بحريني من أصول مصرية، قد ذكر لي قبل أيام أن سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) قد ذكر لسامعه ذات مرة العام 1995 أن “الحضارة التي نحن فيها، أنتم السبب فيها كمصريين”.

وأضاف المستشار “ذات الجملة هذه، قالها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عندما كان وزيرًا للخارجية المصرية، أثناء إحدى زياراته للبحرين، وبصدفة عجيبة”.

إن كثيرًا من الرموز المصرية بالبحرين والتي حصلت على الجنسية البحرينية من قضاة، ومستشارين، وأطباء، ومهندسين، ومدرسين، وتجار وغيرهم، غالبيتهم لم يكن هدفهم إلا المساهمة بدفع عجلة التنمية، ورد الجميل لهذا البلد الطيب، وأهله الكرام، كما كان نفس الهدف عند أجدادهم، عندما قدموا للبحرين مطلع القرن الماضي.

قدموا، وهم يعلمون مقدار ما يحاك من مؤامرات لزعزعة الأمن القومي لهذا البلد، عبر الإشاعات، والأباطيل، ويعلمون أيضًا أن من يزرعون الفتن هم فئة منحرفة لا تنتمي لهذا الشعب الطيب الأصيل، ولا تقرب عاداته.

ختامًا، إن المحاولات الصبيانية للإساءة للجالية المصرية، أو لأي جاليات أخرى تقدم للبحرين ما يقدمونه البحرينيين أنفسهم، من خدمات، وعمل، واجتهاد، لهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، ويدخل مباشرة بنطاق الفتنة، واستهداف الأمن القومي نفسه.

وعليه، أدعو الإخوة الكرام بإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، للمسارعة في تتبع سير هذه القضية، وملاحقة من يقف خلف التغريدات التي تصدح بصوت الكراهية؛ للقبض على مرتكبيها، وفضحهم، وتقديمهم للعدالة، ودامت البحرين ومصر بكل خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية