العدد 3565
الخميس 19 يوليو 2018
banner
خلطة “الروب” السحرية
الخميس 19 يوليو 2018

لم تتخيل لوكانجي من جمهورية الكونغو أبدًا أنها ستضرب موعدًا مع الثراء الفاحش بعد أن طفح بها الكيل في حالة الفقر المدقع التي ضربت عائلتها المكونة من 7 أشخاص حينما أتت لها فكرة بيع علب الروب على زملائها في الجامعة التي كانت تدرس فيها في مدينة كنشاسا، لتبدأ بعدها رحلة تطوير عملها في نطاق أوسع عبر التوجه لتحويل الفواكه الطازجة إلى مجففة وهو ما شكل لها الانطلاقة الحقيقية في عالم التجارة رغم افتقارها لرأس المال وعمليات التسويق.

قفزت إلى ذهني قصة لوكانجي ونحن نرى ونسمع بألم تفتت له الأكباد آهات رجال يصرخون في “السوشل ميديا” عن معاناتهم واحتضارهم همًّا على استمرار حالتهم كعاطلين عن العمل والملاحقة “المجنونة” للجهات الدائنة لهم من كل حدب وصوب، أضف إلى ذلك أن أغلبهم يعولون أسرًا، الأمر الذي يعمق جراح هؤلاء المُنتكبين.

وبعيدًا عن توجيه سبابة الاتهامات عن أسباب وصولنا لهذه المرحلة من موجة البطالة المتزايدة، أرى أنه لابد على العاطل أن يخرج من دائرة الوظيفة ليكون هو سيد نفسه، عبر الاحتذاء بقصة لوكانجي التي حولت المستحيل - أو فلنقل عبئا ثقيلا - إلى أمر ممكن حدوثه حينما أجابت على أصحابها المندهشين وهم يرون الجامعية تبيع العلب بالقول “إذا كان الآخرون بمقدورهم فعل ذلك، ولم أنا لا؟”.

أحد المعارف الذين فصلوا من العمل قبل سنوات حدثني أنه استطاع تحقيق دخل شهري جيد يتراوح من 500 إلى 800 دينار عبر صفحته في الانستغرام من خلال إقامة دورات تدريبية في مجال تخصصه الرياضي.

المجال أصبح واسعًا وسهلاً في عصرنا الرقمي المتسارع لكي نخرج بأفكار خلاقة تنهي حالة البطالة التي مني بها مجتمعنا. ولنا في علب الروب أفضل الأمثلة الحية المطبقة في ذلك الشأن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .