فجر ابني محمد سؤالا أمامي كاد يزيل طلاء وجهي من قوته وصعوبة الإجابة عنه في الوقت نفسه، وهو “متى سيكون عندنا دوري كرة قدم قوي مثل بقية الدول، ولماذا لا نتطور في اللعبة، في الوقت الذي توجد فيه دول فقيرة في قارة إفريقيا لا تملك حتى قوت يومها سبقتنا سنوات ضوئية في هذا المجال، وأصبح وجودها في كأس العالم شيئا متعارفا عليه؟”.

إن قضية تأخرنا في لعبة كرة القدم وما تعانيه بحاجة إلى دراسات ليست قليلة، وأكثر من ذلك، إننا بحاجة لفتح ملف البحث لنجيب على أسئلة شديدة الإلحاح، إلى متى ستبقى كرة القدم البحرينية في هذا الصف المتأخر، وأين الأبحاث والدراسات التي أنجزت “هذا إذا كانت قد أنجزت من الأصل”، أم ستبقى أوراقا على الرفوف أو مجرد وثائق تساعد لنيل الشهادات الجامعية كالماجستير والدكتوراه؟ ما المسافة بين طموحنا في خلق دوري قوي وبين الواقع، وبكلمة أكثر تحديدا، أية علة تلك التي تحرمنا من ثمار دوري كرة قدم قوي ومنتخب يفترش طريق البطولات؟ لماذا عندنا توسع في البناء والتطوير والتشييد والصناعة، ونتخذ العلم منهجا ورؤية في كل خطوة، إلا كرة القدم - التي أصبحت اليوم صناعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى - تعاني من جملة معوقات ولا تحصد إلا ثمارا ضامرة كالشوك والعوسج، وتفتقد إلى “العلماء” والكثير من الدعم، وتسير بلا تخطيط.

لابد من بحث أمور معالجة الواقع.. واقع كرة القدم الراهن وتأخرنا عن الركب، نحن في 2018 ومازلنا الأقل تقدما في اللعبة على مستوى المنطقة، ودورينا “دوري قديم منخور وصوته وحيد وصداه بليد”، بلا شروط وحسابات ولا معايير، وهذا ما انعكس على مستوى الأداء، وسوف نوهم أنفسنا لو تصورنا أن أوضاع كرة القدم في البحرين بخير، وأقولها صراحة، كلنا مسؤولون وعلى كل واحد منا حتى الصحافة والإعلام، ممارسة متطلبات المسؤولية بصراحة وصدق، وحبذا لو يكون هناك تخطيط عاجل واتخاذ موقف صريح وعملي لسبل الصعود وبلوغ الهدف، نريد وقفات لها إضاءات بارزة وعزم ومثابرة ليكون دورينا على الأقل في مستوى بقية دول المنطقة ولكن ليس أقل منها.