العدد 3517
الجمعة 01 يونيو 2018
banner
منطق!
الجمعة 01 يونيو 2018

من جديد ودائماً وحتى إشعار آخر: تحصد إيران في سوريا واليمن والعراق (ولبنان استطراداً؟) محصول زرعها الصافي، وتئنّ في واقع الحال، من كون جلّ ذلك المحصول عبارة عن زوان ماحل، لا يؤكل ولا يُطبخ ولا يَنفَع لشيء! ليست بسيطة ولا عادية هذه الأيام، حيث تقف “الامبراطورية” المشتهاة والمُفترضة على صفيح ساخن، كلما هربت من لسعة ناره في موضع، هبطت على موضع أشد هيجاناً وحماوة ولظىً! وكلما أرادت عبر ماكينتها التبليغية الإعلامية والسياسية (والتزويرية) التأكيد على ثباتها الورقيّ جاءها العصف نارياً وفولاذياً وملموساً!

وهذا يُعيد البدايات والبديهيات، وهذه تقول وتفصح في القول، إن إيران هي التي جاءت إلى ديار العرب والمسلمين وليس العكس، وهي التي أعلنت واشتغلت وبطرت في بناء حيثيات نفوذية فوق ركام هؤلاء وحطامهم البشري والمديني وليس العكس، وهي التي ارتأت وجهرت بأن إشعال الحرائق في محيطها، يدرّع أمنها واستقرارها! ويغيّب الأسئلة الداخلية (الإيرانية) عن محن الأجوبة القاصرة والمحرجة والناقصة! وهي التي استطردت وخرجت عن النصّ، وتذاكت أمام أذكياء! وتشاوفت أمام أقوياء! وتلاعبت مثل الهواة في مسرح مليء بالمحترفين والمخضرمين والقادرين، وهي التي ظنّت - ومارست ذلك الظن - بأن التجربة السوفياتية لا تسري عليها، وأن المعادلة القارصة التي تقول إن الخواء لا يصنع الجبال ولا النفوذ ولا المحورية ولا القطبية ولا الاقتدار، لا تُعدّلها كثرة الادعاءات التطبيلية والاحتفالية و”الانتصارية”.

لم يجرّ الشعب السوري إيران إلى الفرن، بل هي جاءت إليه بقضّها وقضيضها! ولم يجرّ العراقيون “حرسها الثوري” بل هو جاء إليهم! ولم ينصب الينميون فخّاً لطموحات صاحب الشأن في طهران بل هو قرّر واعياً أن يدبّ إليه! ولم تطلق البحرين “مؤامراتها” ضد “نظام المستضعفين” بل أصحابه هم الذين جربّوا صادراتهم في أرضها وبين أقوامها وعلى الضدّ من استقرارها وسِلمها الأهلي والوطني! ولم تذهب السعودية لا بصواريخها ولا بطيرانها الحربي ولا بجماعاتها المسلحة إلى الداخل الإيراني لزعزعة نظامه، بل إن أهل ذلك النظام هم الذين استسهلوا دروب الفتنة، وسعوا بواسطة الأدوات المعروفة والمألوفة إلى المسّ الخطير بأرض الحرمين ومهبط الوحي وأصل الرسالة وأول الدين والعرب والمسلمين!

في أول الحكايات والبديهيات والفيزيائيات، وآخرها، أن المنطلقات الغلط لا توصل إلى نهايات صحيحة! وتلك “النهايات” في بداياتها! والله أعلم!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .