العدد 3457
الإثنين 02 أبريل 2018
banner
المتغيرات الأميركية في سوريا وإيران (1)
الإثنين 02 أبريل 2018

في ضوء التصريحات الأميركية بقرب مغادرة أميركا الأراضي السورية مع اقتراب مايو موعد الحسم في قضية التعامل الأميركي مع إيران بشأن ملف النووي الإيراني، وفيما إذا كانت أميركا ستنسحب من الاتفاق الذي وقعته مع مجموعة “الست” كما حدد الرئيس الأميركي ترامب، فضلا عن تطورات أخرى لا لزوم للغور في أعماقها، كالحرب الدبلوماسية بين الغرب وروسيا على خلفية تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، تطرح عدة أسئلة نفسها بقوة، هل نصدق أن أميركا بعد دخولها المستنقع السوري يمكن أن تترك سوريا للروس؟ وأين سيضع الأميركان شعاراتهم بطرد الأسد؟ وأي مستقبل لسوريا والأسد كما يهيئ الأميركان؟ وهل ستكمل أميركا نفض يدها من الأكراد والمعارضة السورية وتترك الحبل التركي على القارب لتفرض تركيا أجندتها الخاصة على أراضي ومدن شرق الفرات الكردية وصولا إلى الحدود العراقية كما أعلن الرئيس التركي أردوغان الذي أضاف مدينة سنجار أو شنكال العراقية احتمالا متوقعا لدخول القوات التركية إليها وتصفية مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي هناك وتحييد كل من كانت تحتضنهم أميركا في سوريا بحسب أردوغان؟ وما هي علاقة إسرائيل بالمتغيرات الأميركية في الشرق الأوسط، وهل تم التفاهم بينها وبين الأميركان حول دورها في سوريا وإيران بعد أن أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عودة الغارات الإسرائيلية على سوريا بعد إسقاط طائرة إسرائيلية على الأراضي السورية وتوغل طائرات إسرائيلية للتحليق في المجال الجوي الإيراني وتصوير مواقع يشتبه بأن إيران تنشط فيها وفق أجندتها النووية والصاروخية، أم أن الإعلان الأميركي عن ترك سوريا خلال عامين يعني إنهاء المهمة الأميركية في سوريا وفق الإرادة الأميركية بحيث لا يعود هناك موجب لبقاء القوات الأميركية؟ وهناك أسئلة فرعية كثيرة نرى راهنا الابتعاد عن مناقشتها والاكتفاء بأسئلة الخطوط الاستراتيجية، وفي رأيي هنا أننا يمكننا الإفادة من مقال كتبه السفير الأميركي في سوريا من العام 2011 حتى العام 2014 وهي الأعوام التي شهدت اندلاع الثورة السورية الشعبية ضد الأسد، يقول السفير “شاهدنا في الفترة الأخيرة تغييرات هائلة في آلة السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، على رأسها رحيل الجنرال هربرت ماكماستر من مجلس الأمن القومي داخل البيت الأبيض، وانضمام جون بولتون، المحافظ صاحب الدعوات المتكررة إلى عمل عسكري لتغيير النظام في إيران، علاوة على ذلك، يحل المحافظ مايكل بومبيو محل رجل الأعمال البراغماتي ريكس تيلرسون في منصب وزير الخارجية.
الجدير بالذكر أن بومبيو حض إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في 2015 على دراسة شن ضربة عسكرية مفاجئة ضد إيران، وحذر من ظهور محور روسي - إيراني في الشرق الأوسط، ويذكرني ذلك بأسلوب تفكير نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني في ما يخص السياسة الخارجية، الذي قاد تكتلاً داخل إدارة جورج بوش الابن مؤيداً لشن الحرب ضد صدام حسين في العراق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية