العدد 3439
الخميس 15 مارس 2018
banner
شهادة إيرانية (1)
الخميس 15 مارس 2018

صارت عادة أليفة، تحذيرات أهل النظام في طهران من احتمال انهيار النظام ما لم يعدّل “سلوكه” ويستمع إلى شكاوى الإيرانيين ويأخذ بها، وإذا كان متوقّعاً أو ممكناً، خروج حسن الخميني، حفيد المرشد الأول لـِ “الثورة”، بمواقف مضادة لأداء أصحاب القرار تبعاً لاصطفافه المطوّل إلى جانب “الإصلاحيين”، فإن ما ليس طبيعياً وإن كان مفهوماً، هو أن يخرج وزير الداخلية عبدالرضى رحماني فضلي على الملأ ليحذّر من “عودة وشيكة” للاحتجاجات الشعبية، ثم أن يذهب بعيداً بكل وضوح ممكن ليقول إن الناس “ليسوا راضين عن النظام في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية”... أي أنهم في الإجمال ليسوا راضين عن شيء!
قبل الوزير الصريح، ذهب رئيسه الشيخ حسن روحاني إلى حدّ تنبيه “المرشد” نفسه من مصير مماثل لمصير الشاه الراحل، وكان الأمر ولا يزال، شهادة طنّانة رنّانة من أبرز وجوه النظام “والثورة!”، على خواء المحصول العام لهذه “الثورة” بعد أربعة عقود على قيامها، وليس افتراء على الحقيقة ولا على المنطق تضمين ذلك المحصول، الأداء الخارجي إلى جانب الأداء الداخلي سواء بسواء، بما يجعل مفردة “التآمر” - الإقليمي والدولي! - على “منجزات” الجمهورية الإسلامية لغواً إنشائياً لا يُعتدّ به، لتبرير ذلك الفشل المزدوج.
والازدواجية شغف إيراني صافٍ: دولة “وثورة”، جيش و”حرس”، شعار ونقيضة، “إسلام” ومذاهب! نصرة “مستضعفين” على الورق، وفتك بهم على الأرض! تدمير إسرائيل في الشعار، وتخريب كل جوارها في الواقع! ادعاء محاربة “الأجانب وطردهم من ديار المسلمين” واستحضارهم “في سوريا” للفتك بمسلمين!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .